السبت، 16 مارس 2019

لَمحَةٌ تاريخيّة : وَ مَن وعى التَّاريخَ في صَدرِهِ * * * أضَافَ أعماراً إلى عُمرِهِ

((قِطعَةٌ رَقِيقَةٌ منَ المَعدَنِ مَطرُوقةٌ علَى شَكلِ سَمكَةٍ تَطفُو فَوقَ المَاء, فَعِندَما تستَقرُّ السّمَكةُ يُشِيرُ فَمُهَا إلَى الجنوب)) !

هكذا وَصَفَ المقريزيُّ البوصَلة Compass , أو ما كانَ العربُ يُسمّونَهُ (بيتَ الإبرَة) .





وَاضِحٌ أنّ العَرَبَ قَد أطلَقوا لِخيالهمُ العَنانَ في تَشكيلِ الإبرَةِ المُمَغنَطَةِ المكوّنةِ للبوصلة, مُجرّدُ إبرَةٍ نحيلَةٍ و مُمَغنَطةٍ كانت تقومُ بِنفس العمَلِ, لكنّهُم اختَاروا لهَذا الجُزءِ شَكلَ السّمكَةِ رُبّما لاعتِمادِهم على البوصَلَةِ في المِلاحةِ البَحريّة .


الصّينيّونَ هُم أوّلُ مَن عرَفَ خواصّ الحَجَرِ المغناطيسيِّ, و عرَفَ المُسلمونَ منذُ القرنِ الثاني الهجريّ خواصّ الإبرَةِ المغناطيسيّةِ (Magnetized Needle) بِحُكمِ تجارَتِهم معَ الصينيّين, ثمّ طبّقوا الفِكرَةَ لِمَعرِفَةِ الإتّجاهِ أثناءَ الإبحار .


جاءَ في كتابِ : (كنز التّجارِ في مَعرفةِ الأحجار) لمؤلّفِهِ بيلَق القبجاقيّ عامَ 681 هـ : ((ربابينُ بحرِ سوريا كانوا يتَعرّفونَ على الجهاتِ الأصليّةِ في الّليالي الحالِكةِ عندمَا لا يَرَونَ النّجومَ بِإبرةٍ معَلّقَةٍ في حلَقَةٍ من خشبِ السّّنطِ تطفو فوقَ الماءِ فتشيرُ إلى الشّمالِ)), استخدم المُسلِمونَ حجر المغناطيسِ في الطّبَِ لإزالَةِ البَلغَمِ و مَنعِ التّشنّجاتِ, وَ أدخَلَوا تعديلاتٍ جوهَريّةً على البوصَلَةِ, الّتي انتَقَلت بدورِها إلى أوروبا إبّانَ الحروبِ الصليبيّةِ, عَرفَ الأوروبيّونَ الفِكرةَ و شاعَ استِخدامُ البوصَلَةِ بعدَ ذلكَ في أوروبا, حيثُ كانَت أهمَّ اكتشافٍ مِلاحيٍّ بالنّسبَةِ لهم, لأنّ سَماءَهُم تملَؤها الغُيومُ مُعظَمَ أوقاتِ العامِ ممّا يَجعلُ تحديدَ (الإتجاهاتِ) صَعباً عَسيراً .


في مَطلَعِ القرنِ الماضي, اختَرَعَ الألمَانيُّ (هيرمان أنشوتز كامبفيه) البوصَلةَ الجيروسكوبيّة, الّتي حلّت محلّ البوصَلَةِ المِغناطيسيّةِ في السّفُنِ و الطّائِراتِ, و هذهِ البُوصَلَةُ هيَ آلةٌ ميكيانيكيّةٌ تَستخدِمُ عَجَلةً دوَرانيّةً و يُمكِنُها تحسّسُ دوَرانِ الأرضِ لمَعرفَةِ الإتّجاهاتِ .





و مؤَخّراً انتَشَرَ نِظامُ تحديدِ الموَاقعِ الجغراَفيّة (Global Positioning System- GPS) للغاياتِ العَسكريةِ و المدنيّةِ, و هو نِظامٌ متطوّر يعتَمدُ على 29 قمراً صناعيّاً تدورُ حولَ الأرض مرّتينِ يوميّاً معتَمدةً على الطاقَةِ الشمسيّة, و تُغطي الأرضَ بحيثُ أنّ كلّ منطِقةٍ على الأرضِ تُطلّ عليها 4 أقمارٍ صناعيّةٍ على الأقلّ, و يحدّدُ هذا النظامُ المواقع على الأرضِ بدقةٍ عاليةٍ جداً فلا يزيدُ مجالُ الخطأ عن بِضعَةِ أمتار .





تَأمُّلات :



عِندمَا بُعِثَ النبيُّ الأميُّ :sl: عرَف النّاسُ (الطريقَ) .


أبو بَكرٍ الصّدّيقُ :ra: لَم يستخدم الـ(GPS) ولا حتّى البُوصلَة الصينيّة, و لكنّه كانَ يعرِفُ (دربَهُ) جيّداً, سُئلَ في رحلَة الهجرةِ عن رفيقِه فقال : ((رجُلٌ يهديني السّبيلَ)), فظنّ السائلُ أن رفيقَهُ أحد أدلّاء الطّرُقِ في الصحراءِ, بينما كان أبو بَكرٍ يعني أنّ الرّسول :sl: يهديهِ سبيل الرّشد .


هُدِيَ أبو بَكرٍ :ra: سبيلَ الرّشدِ, و قادَ مركبَ الأمةِ بعد وفاةِ محمّدٍ :sl: بمَهارَةٍ لا نظيرَ لهَا ..
تفادَى العقبات ..
قاتَل المرتَدّين ..
أقامَ الدين ..
أخمَدَ الفِتنَ ..
و أنفَذَ بعثَ أسامة ...


قالَ ابنُ حُصين : ((ما وُلِدَ لآدمَ في ذُرّيَتِهِ بعدَ النّبيّينَ و المُرسَلينَ أفضَلُ من أبي بكر, و لَقد قامَ أبو بكرٍ يومَ الرّدّةِ مقامَ نبيٍّ منَ الأنبياءِ)) .


أمّا عُمَرُ بن الخطّابِ :ra: فحَدّث ولا حَرَج, (بوصَلَتهُ) كانَت دوماً تشيرُ نحوَ الصّوابِ, قالَ رسول الله :sl: : ((إنّ اللهَ جعلَ الحقّ على لسانِ عمرَ و قلبِهِ)), قال ابنُ عمر : ((و ما نزَلَ بالنّاسِ أمرٌ قطُّ فقالوا و قالَ, إلّا نزَلَ القرآنُ على نحوِ ما قالَ عمر)) .


لمّا همّ عُمرُ بالهِجرةِ أعلنَ (وِجهَتَهُ) بِما لا يَدَعُ مجالاً للشّكِّ, تقَلّدَ سَيفهُ, و تنَكّبَ قوسَهُ, و انتضى في يدهِ أسهُماً, و أتَى الكعبةَ و أشرافُ قيسٍ بِفنائِها, فطافَ سبعاً, ثمّ صلّى ركعتينِ عندَ المقامِ, ثمّ أتى حلقهم واحدَةً واحدة, فقال : ((شاهَت الوجوهُ, من أرادَ أن تثكلَهُ أمّهُ و تُرمَّلَ زوجَتُهُ, فليلقني ورَاءَ هذا الوادي)), فما تبِعهُ أحَدٌ منهُم !


أمّا عُثمانُ :ra:, ذلك الّذي اشترى الجنّةَ مرّتينِ, و كانَ أشبَه الصّحابةِ خُلُقاً بنبيّنا :sl:, و تفرّدَ في كلّ التّاريخِ بأن أغلَقَ بابَهُ على ابنَتي نبيّ, و قال فيه الرّسُول :sl: : ((زوّجوا عثمانَ, لو كان لي ثالِثَةٌ لزوّجتُه, و ما زوّجتُه إلّا بالوحيِ منَ الله)), فما كانَت (بوصلةُ) مثلهِ لتخون, قالَ له نَبِيُّنا :sl: : ((إنّهُ لعلّ الله يقمّصُكَ قميصاً, فإن أرادكَ المنافقونَ على خلعِهِ فلا تخلَعه حتّى تلقاني)) .


قالَ أبو ثور الفهميّ : ((دّخّلتُ على عثمانَ -وهوَ محصورٌ- فقالَ : لقَد اختَبأتُ عِندَ ربّي عَشراً ..
إنّي لَرَابعُ أربعَةٍ في الإسلامِ ..
و جَهّزتُ جيشَ العُسرَةِ ..
و أنكحَني رَسولُ اللهِ :sl: ابنتهُ ثمّ تُوفّيَت فأنكَحنِي ابنتَهُ الأخرى ..
و ما تغنّيتُ ولا تمَنّيتُ ..
ولا وَضَعت يَميني على فَرجي مُنذُ بايعتُ بها رَسُولَ الله :sl: ..
و ما مَرّت بي جمعة مُنذُ أسلمتُ إلّا و أنا أعتقُ فِيها رقبة إلّا أن لا يكونَ عندي شيءٌ فأعتقها بَعدَ ذلك ..
ولا زنيتُ في جَاهليّة ولا إسلامٍ قطُّ ..
ولا سَرقتُ في جاهليّةٍ ولا إسلامٍ قطُّ ..
و لقَد جمَعتُ القرآنَ على عَهد الرّسولِ :sl) .


أمّا عليّ :ra: .. فَسَلْ عَنهُ سَيفاً كثيرَ الحُدودِ * * * إذا كلّ حَدٌّ لَهُ جَدَّ حَدّ ..
لقَد كانَ :ra: قادِراً على تحديد (وِجهتِهِ) منذُ الصّغر بـ(بوصلةٍ) فطرِيّةٍ غرائزيّةٍ ترعرَعت معَهُ في بيتِ النبوّة, يقول : ((بُعِثَ رَسولُ الله :sl: يومَ الإثنينِ و أسلمتُ يومَ الثلاثاء)), قذفت (بوصلةُ) عليٍّ بهِ في المعامعِ, فما هابَ ولا تراجعَ ذوداً عن دين الله, فكان له في جميعِ المشاهِد آثارٌ مشهورَةٌ, و أعطاهُ النبيّ :sl: اللواءَ في مواطنَ كثيرة, و أحوالُهُ في الشجاعة لا ينكرُها إلّا من أنكر في الشّمسِ نورَها .


و ها هو بدوره يهدينا (الطريقَ) لنَنضمَّ إلى (حِزب الله) ..
جاءَ في الطيوريّاتِ بسنَدهِ إلى جعفَرَ بن محمّدٍ عن أبيهِ قال : ((قالَ رجلٌ لعليّ ابن أبي طالب : نسمعكَ تقول في الخطبةِ : اللهمّ أصلحنَا بمَا أصلحتَ به الخلفاءَ الراشدينَ المهديّينَ, فمَن هم ؟, فاغرورقَت عينَاهُ, فقال : هم حبيبايَ أبو بكرٍ وَ عمرَ, إماما الهُدى, و شَيخا الإسلامِ, و رجُلا قُريش, و المقتدى بِهما بعد رسولِ اللهِ :sl:, من اقتَدى بهِما عُصِم, و مَن اتّبع آثارَهُما هُديَ الصّراطَ المستقيمَ, و من تمسّكَ بهِ فهوَ من حزبِ اللهِ)) .


و في بقيّةِ أصحابِ الرّسول :sl: و من تبعَهم و من اقتدَى بهم من سلفنا الصّالحِ و أبطَالِ أمتِنا أمثِلَةٌ لا تنضَبُ, تُرينَا كيفَ كانوا يسيرونَ في طريقِ الحقِّ يهتَدونَ بِمنارةِ الدينِ و العلم ..
ترينا كيف كانوا إذا أظلمَ الليلُ يهتَدونَ بـ(بوصَلَةٍ) لا يُمكِنُها أن تخطئ ..
كيفَ و قد ورثوها عن مَن جرّبَها و نجا بِها ؟



بَحثاً عن مخرَج :



تمَادت الظُّلُماتُ, و ضَاعَت القافِلَةُ في حالِكِ اللّيل, تفرّقَ الركبانُ, و تاهَتِ العيرُ الّتي تَحمِلُ تَرِكَةَ البُناةِ الأوائل ..
ضاعَت (البوصلة) !


و لا يزالُ المُسلمونَ منذُ ذلكَ الحينِ هائمينَ على رؤوسِهم, بوصلَتُهم تتخبّطُ, حولها مجالاتٌ مغناطيسيةٌ تذهبُ بها في كلّ اتّجاه ..
إلا إلى حيثُ يَنبَغي عليهم أن يذهَبوا .


استَفَقنا على هذه الدّنيا لِنجدَ الجَميعَ -إلا مَن رَحمَ ربّي- تائِهينَ يتخبّطون ..
البَعضُ ما زالَ يستخدمُ البوصلةَ بالطريقَةِ الخاطئةِ, :bq: وَ هُم يَحسَبونَ أنّهُم يُحسِنونَ صُنعَاً :nq: ..
و البعضُ ما زالَ يلتَمسُ طريقَه بِضربِ الودَع ..


بوش .. الأحمقُ المُطاع, يعتَمدُ على البوصَلَةِ في تحديدِ (الإتّجاهاتِ), بوصلتُه من ماركة : (Neocons), و هيَ قِطعَةٌ رقيقةٌ من المعدَنِ مطروقَةٌ على شكلِ بطّة ..
بطةٍ عرجاءَ !


بوصلَةُ بوش هذهِ تعمَلُ بشَكلٍ جيّد, فهيَ دائِماً تهوي بهِ إلى حيثُ المُستنقعات!


البوصَلَة العالميّةُ بشكلٍ عامّ تتعرّضُ إلى إجهاداتٍ مغناطيسيّةٍ مُخيفَةٍ (Electro Magnetic Interference), تقذف بالعالم يمنةً و يسرةً, و قد تؤدّي به إلى ما لا يُحمَدُ عقباه, المُشكِلةُ الكبرى في هذهِ البوصَلَةِ هيَ (قُطبُها الأوحَد) (Monopole) ..
و معلومٌ بالضرورَةِ لَدى (العُلَماءِ) أنّه لا يمكنُ بحالٍ من الأحوالِ الحصولُ على قطبٍ مغناطيسيٍّ واحدٍ منفردٍ, الأمرُ الّذي لا يَفهمُه دهاقِنةُ (القَرنِ الأمريكيّ الجديدِ) (the New American Century) .


الغَربيّونَ لَديهِم بوصلاتٌ قد تعمَلُ بِشكلٍ جيّد, أقولُ : (قد), لأنّهم لم يجرّبوها, عَلاها الغُبارُ و الصّدأ, لأنّ أهلها استغنوا عَنها و تبِعوا بوصلاتِ حكوماتِهم الّتي تُشيرُ إلى حيثُ الحُلولُ التّخيّليّةُ (Imaginary Roots) للمعادلَةِ الصّحيحَةِ (The Correct Equation) .





ما درَى هؤلاءِ أنّ الأمنَ (قِسمَةٌ مُشتَرَكَةٌ) لا (قسمةٌ ضِيزى), فالأمنُ حالَةٌ ذِهنيّةٌ (Security is state of mind) لا تّتحقّقُ إلّا إن توَجّهت بوصلاتُهم نحوَ من يملِكونَ الحُلولَ الحقيقيّةَ (Real Roots) للمُعادَلةِ الصّحيحة, لا نحو القياداتِ و التيّاراتِ السّاذَجةِ الّتي لا تمثّلُ نبضَ الأمةِ المجاهِدة .


في عَالمنا الإسلاميِّ ..
الكثيرونَ يدورونَ في أفلاك غريبَةٍ عنّا, أشَارِت بوصَلاتُهم نحو الشيوعيّةِ و الإشتراكيّة و الديمقراطيّة و غيرِها منَ الأفكارِ المستَوردَة ..
البَعضُ يدورُ في فلَكِ بوش, بوصَلاتُهم تعمَلُ بِشكلٍ جيّد, لكنّ الخرائطَ الّتي يستخدمونها مغشوشَةٌ, فَما هيَ إلّا نسخَةٌ طبق الأصلِ عن (خارِطَةِ الطّريقِ إلى جهنّم), على أيّة حال .. هؤلاءِ لا يُحزَنُ عَلَيهِم, و لا يتوَقّعُ منهُم غيرُ ذلك .





أمّا بعض من يتبنّونَ الفكرَ الإسلاميَّ في زمانِنا, فهؤلاء الّذين يُعتَبُ عليهم, و يتَألّم الفُؤاد ممّا آل إليهِ حالُهم, أضاعوا (الطريقَ) و ما كانَ ينبغي لهم أن يضيعوه, خلَطوا الحابِلَ بالنابِل, وَ جعَلوا المسلمينَ كالمَجرمينَ ..
منهم من أعطى العِصمَةَ لأولياءِ الأمرِ المزعومين الذينَ تتّجهُ بوصلاتُهم غَرباً ..
و منهُم مَن اتّجهت بوصَلاتُهم شرقاً نحو حاخاماتِ "قُم" و "طهران" و "كاشان" حيثُ مزار "أبي لؤلؤةَ المجوسيّ" ! ..
و مِنهُم من خلطَ الإسلامَ بالقوميّةِ بالديمقراطيّةِ بالوطنيّة المبنيّة على حدودِ (سايكس-بيكو) (Sykes-Picot), فانهار البِناءُ فوقَ رؤوسِهم لأن أسَاساتِهم مهزوزة ..
و منهم من أصمَّ آذانَنا بـ(الآخرِ), رافِضاً تسميتَهُ بما سمَّاهُ اللهُ به, و جاءَتِ الصَّفعاتُ من (الآخَرِ) تترى, تطعَنُ في دينِنا, و تدنِّسُ قرآننا , و تهزَاُ بنبيِّنا, و ما زالَ الأفاضِلُ يردِّدون بملئِ أفواهِهم : :bq: وَ أعِدُّوا لَهُم ما استَطَعتُم مِن :nq: ... ابتِساماتٍ و اعتذاراتٍ و فتاوى و تحيّات !
و منهم من عرفَ الطريقَ ثمّ لمّا رآه قد حُفَّ بالمكارهِ ألقى بوصلتَهُ جانباً و راحَ يمشي في الطرُقاتِ الجانبيّة ! ..
و منهُم من عَدلَ عن المذاهبِ الأربَعةِ و اتجه بفتواه غرباً يُفتي على مَذهبِ (إليزابيث) رئيسَةِ كنيسَةِ إنجلترا ..


أشْياخُهُ شُقْرُ الجِباهِ بِدنْفَرِ * * * (هِنْري كسنْجرُ) خَيرُ مَرْويّاتِهِ


أمّا البوصَلَة الّتي تاهَت بها العيرُ ..
فَها هي اليومَ في أيدي الورثةِ الشرعيّين ..
أبناءِ الأمّة البرَرةِ المجاهدين ..
ها هِي في أيديهم الأمينة, حيثُ يجبُ أن تكون ..


و دورُنا اليوم -كأنصارٍ للجهادِ- هو توجيهُ الأمّةِ في الإتّجاهِ الصحيحِ, "لا نقاتل نيابةً عن الأمّةِ بل نجيّشُها لتنهضَ بِنفسِها إلى مرتبة القيادَةِ العالمية", من خلالِ مشروعٍ مُحكمٍ من كافّة النّواحي الشّرعيّة و العلميّة و السّياسِيّةِ و العسكريّةِ و الإقتِصاديّةِ و الإعلاميّةِ و غيرِها, مشروعٍ يستوعِبُ أطيافَ الأمّةِ على اختلافِها و تنوعها في دولَة الخلافةِ المنشودة .



إصنَع بوصَلتك (Make it at home) ! :



للأسَف ..
نسخرُ منَ "الآخرين", و بوصلاتِهم المشوّشةِ, و حريٌّ بِنا -و اللهِ- أن نَنشَغِلَ بِعيوبِنا, فالوَاقِعُ يصرّح بِمرارَةٍ :
((فليُعدّل البعضُ بوصلاتِهم ..
فمُ السّمكةِ يشيرُ إلى الجنوبِ لا إلى الشّمالِ -يا رعَاكم الله- ..
تطالِعونَ المنتدياتِ صفحةً صفحةً ..
فهلّا جعلتُم لأنفُسِكم وِردَاً يوميّاً -و لو صَفحةً واحِدَةً- من القرآنِ الكريم ؟
و مَن ضاقَ صدرُه بهذا الكلامِ فهوَ المُريبُ, يقولُ : خذوني !))


:bq: وَ مَا أبرّئُ نَفسِي إنَّ النّفسَ لأمّارةٌ بالسُّوءِ :nq:


كلِمةٌ أخيرَة :


فَليعدّل الجميع بوصلاتِهم ..
أو فليبَدّلوهَا !





كَتَبَهُ حُبّاً لَكُم وَ إخلَاصَاً
أخُوكُم : المُظفّرُ الأنصاريّ

هناك تعليق واحد:

  1. فوائــــدُ و ملاحَظـــات :


    - المَراجعُ الّتي اعتمدتُ عليهَا في هذا الموضوعِ هيَ : (تاريخُ الخلَفاءِ) للسّيوطيّ , موسوعَة Wikipedia على شبَكة الإنتّرنت , موقِع (www.HowStuffWorks.com) , و مَصادِرُ أخرَى عَلى الشّبكةِ .


    - (ضَربُ الوَدَعِ) الّذي جِئتُ على ذِكرِهِ في المقَالِ, هو الآخَرُ يعتَمِدُ على خوَاصِّ الحَجَرِ المغناطيسِيّ ! .


    - الجِهاتُ الأربع في الّلغة الإنجليزيّة هيَ : شمال (North), شَرق (East), غَرب (West), جَنوب (South) .. و مِنها جاءَت كلِمَةُ : الأخبَار (NEWS) .


    - يقُولُ الدكتُور (عبدالله النفيسي) في مقالتِه الرّائعةِ المُعنوَنةِ بـ(الحسبَة الاستراتيجيّة في العِراق) : ((مُنذُ سُقوطِ الإتّحادِ السّوفييتي 1992 و انتهاءِ الحربِ البارِدَةِ (الّتي استمّرّت مَا بينَ 1945-1990) بَرَزت الولاياتُ المُتّحدَة كَقوّةٍ عُظمَى وَحيدَةٍ تتحكَّمُ في مَفاعيلِ النّظامِ الدّوليّ الجديد . و معَ مِيلادِ نظامِ القطب الواحد (Monopolar System) و سُقوطِ نِظام القُطبيَنِ (Bipolar System) بدأ المناخُ الفِكريُّ في الأوساطِ الإسترَاتيجيةِ الأميركيَّةِ يَمُرُّ عَبرَ مَراحِلَ مُتَسارِعَةٍ منَ التّطوّرِ و التّحوُّلِ شَهدَ نِهايتهُ عندَما نضجَ تيّارُ المحافظينَ الجُدُد (Neo Cons) حيثُ قدَّموا لإدارةِ (كلينتون) مُنتصفَ التسعِيناتِ منَ القَرنِ المَاضي وَثيقتهم الخطيرَة (القرن الأميركيّ الجَديد the New American Century) و هيَ وَثيقَةٌ لِمَشروعِ المُستقبلِ -أي القَرنِ الوَاحدِ وَ العِشرين الحاليِّ- كما يَراه المُحَافِظون الجُدُدُ أمثالُ : ولفووتيز (Wolfowitz) و رامسفيلد (Rumsfield) و بيرل (Pearl) وفوكوياما (Fukuyama) و أمثالُهُم مِن النَّافِذينَ حاليَّاً في إدارةِ بوش)), اهـ (بِتَصرُفٍ بَسيط) .
    أضِف لهؤلاء ديك تشيني (Cheney) و زلماي خليلزاد (Khalilzad) و أرميتاج (Armitage) و غيرهم, وَ للمَزيدِ من المعلوماتِ يُمكنُ مُراجَعة هذه الروابِط :
    * http://www.almoslim.net/articles/sh...ain.cfm?id=1870
    * http://en.wikipedia.org/wiki/Projec...tury#References


    - إن كنتُ أنسى فَلا أنسى شُكر إخوانِي الأخفياءِ الأتقياءِ -أحسبُهم كذلِكَ, و اللهُ حَسيبُهم-, أولئِك الّذينَ اطّلعوا على الموضوعِ قبلَ النّشرِ فأشاروا عليّ بِبعضِ الإضافاتِ و التّعديلاتِ و التّحسِيناتِ حتّى يخرُج الموضوعُ على ما هوَ عليهِ, فَجزَاهم اللهُ خيرَ الجزَاءِ .

    ردحذف