الجمعة، 29 مارس 2019

يكفينا فخراً أننا حمير

يكفينا فخراً أننا حمير

كان يا مكان في أحد الإسطبلات العربية مجموعة من الحمير
وذات يوم أضرب حمار عن الطعام مدة من الزمن ،،
فضعف جسده وتهدّلت أذناه وكاد جسده يقع على الأرض من الوهن ،
فأدرك الحمار الأب أن وضع ابنه يتدهور كل يوم ،،
وأراد أن يفهم منه سبب ذلك، فأتاه على انفراد يستطلع حالته النفسية والصحية التي تزداد تدهورا ،،
فقال له : ما بك يا بني ؟؟
لقد أحضرت إليك أفضل أنواع الشعير.. وأنت لا تزال رافضا ً أن تأكل ..
أخبرني ما بك ؟
ولماذا تفعل ذلك بنفسك ؟
هل أزعجك أحد ؟
رفع الحمار الابن رأسه وخاطب والده قائلا :
نعم يا أبي .. إنهم البشر ..
دُهش الأب الحمار وقال لابنه الصغير:
وما بهم البشر يا بني ؟
فقال له : إنهم يسخرون منّا نحن معشر الحمير ..
فقال الأب وكيف ذلك ؟
قال الابن : ألا تراهم كلما قام أحدهم بفعل مشين يقولون له يا حمار …
أنحن حقا كذلك ؟
وكلما قام أحد أبنائهم برذيلة يقولون له يا حمار …
يصفون أغبياءهم بالحمير .. ونحن لسنا كذلك يا أبي ..
إننا نعمل دون كلل أو ملل .. ونفهم وندرك .. ولنا مشاعر ..
عندها ارتبك الحمار الأب ولم يعرف كيف يردّ على تساؤلات صغيره وهو في هذه الحالة السيئة ،،
ولكن سُرعان ما حرّك أذنيه يُمنة ويٍسرة ثم بدأ يحاور ابنه محاولا ً إقناعه حسب منطق الحمير ..
انظر يا بني إنهم معشر خلقهم الله وفضّلهم على سائر المخلوقات لكنّهم أساؤوا لأنفسهم كثيرا ً قبل أن يتوجهوا لنا نحن معشر الحمير بالإساءة ..
فانظر مثلا ً .. هل رأيت حمارا ً خلال عمرك كله يسرق مال أخيه ؟؟
هل سمعت بذلك ؟
هل رأيت حماراً ينهب طعام أخيه الحمار؟
هل رأيت حمارا يكنز الشعير بينما غيره جائع ؟
هل رأيت حماراً يشتكي على أحد من أبناء جنسه ؟
هل رأيت حمار يعذب بقية الحمير ليس لشيء إلا لأنهم أضعف منه أو أنه لا يعجبه ما يقولون ؟
هل رأيت حمارا عنصريا يعامل الآخرين من الحمير بعنصرية اللون والجنس واللغة ؟
هل رأيت حماراً يشتم أخاه الحمار أو أحد أبنائه ؟
هل رأيت حماراً يضرب زوجته وأولاده ؟
هل رأيت زوجات الحمير وبناتهم يتسكعون في الشوارع والمقاهي ؟
هل سمعت يوما ما أن الحمير الأمريكان يخططون لقتل الحمير العرب !! من أجل الحصول على الشعير؟
هل رأيت حماراً من دولة عربية لايفهم كلام أخيه من دولة عربية أخرى؟.
هل رأيت حماراً عميلا لدولة أجنبية ويتآمر ضد حمير بلده ؟
هل رأيت حمارا يفرق بين أهله على أساس طائفي ؟
هل رأيت حماراً يفعل ما يفعله اليوم بعض الساسة البشر يـُشع أحدهم حقداً ولا يشبع من التفرقة والقتل ؟؟؟
طبعا لم تسمع بمثل هذه الجرائم الإنسانية في عالم الحمير !!
هل رأيت حماااارا يغلق الحدود ؟؟؟
هل رأيت حمارررررا يزهق الأرواح تلو الأرواح من أجل كرسي ومنصب ؟؟؟
نحن معشر الحمير نعرف من نحن، خلقنا الله لحكمة ونحن نعمل بمقتضاها ..
ولكن البشر هل يعرفون الحكمة من خلقهم ويعملون بمقتضاها جيدا؟
لهذا يــــا ولدي أطلب منك أن تحّكم عقلك الحميري ،،
وأطلب منك أن ترفع رأسي ورأس أمك عاليا ً ،،
وتبقى كعهدي بك حمار ابن حمار،،
واتركهم يــا ولدي يقولون ما يشاؤون ..
فيكفينا فخراً أننا حمير
لا نــكـــذب
لا نـقـتـــــل
لا نــســـرق
لا نـغـتــــاب
لا نــشــتـــم
لا نرقص فرحاً وبيننا جريح وقتيل،،
أعجبت هذه الكلمات الحمار الابن
فقام وراح يلتهم الشعير وهو يقول:
نعم سأبقى كما عهدتني يا أبي ..
سأبقى أفتخر أني حمار ابن حمار
يحاسبني الله ثم يقول لي:
كن ترابا ً
فأكون ترابا، ً ولا أدخل النار
التي وقودها الناس والأحجار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق