الخميس، 17 مارس 2011

أغداً ألقاك ؟


أغداً ألقاكَ؟ يا لهفَ فؤادي من غدِ

وأُحيّيكَ ولكنْ بفؤادي أم يدي

أم بطرفٍ خاشع اللمحِ كَلِيلٍ مُجهَد؟

لستُ أدري كيف ألقاكَ ولكني صَدي

ظامئٌ أرّقه البينُ وطولُ الأمد


****


أنتَ يا جنّةَ حبّي واصطخابي وجنوني

أنتَ يا قبلةَ روحي وانطلاقي وشجوني

أنتَ يا معبدَ صمتي وصلاتي وسكوني

أغداً ألقاكَ؟ يا لهفَ فؤادي من غدِ

وأُحيّيكَ ولكنْ بفؤادي أم يدي


****


أنا أخشى من غدٍ هذا وأرجوه اقترابا

كنتُ أستدنيه لكنْ هِبْتُه لما أهابا

وتولّتْ دهشةُ القُرْبِ فؤادي فأنابا

هكذا أستبطنُ العمرَ نعيماً وعذابا

مهجةٌ سكرى وقلبٌ مُستهام يتغابى


****


أتغاباكَ ولكنْ ظُنّني كيف تشاءْ

وأناديكَ ولكنّ نداءاتي دعاء

يا رجائي أنا وحدي، أدَنا منكَ الرجاء؟

أنا لولا أنتَ لم أحفلْ بمن راحَ وجاء


****


هذه الدنيا سماءٌ أنتَ فيها القمرُ

هذه الدنيا عيونٌ أنتَ فيها البصر

هذه الدنيا ليالٍ أنتَ فيها العُمُر

هذه الدنيا كؤوسٌ أنتَ فيها السَّكَر

أغداً ألقاكَ؟ يا لهفَ فؤادي من غد

وأُحيّيكَ ولكنْ بفؤادي أم يدي


****


فغداً لا نعرف الغيبَ ولا ماضٍ تولّى

وغداً لا يعرف القلبُ لهذين مَحلاّ

وغداً تصطخب الجنّةُ أنهاراً وظِلاّ

وأُحيّيكَ ولكنْ بفؤادي ليس... إلا ؟



الشاعر السوداني : الهادي آدم - رحمه الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق