الخميس، 31 مارس 2011

أدب .. محمود درويش : حالة واحدة لبحار كثيرة

أدب .. محمود درويش : حالة واحدة لبحار كثيرة

الاثنين، 28 مارس 2011

قصيدة : رسالة في ليلة التنفيذ




هذه القصيدة هي من روائع الشاعر الشهيد بإذن الله "السيد جامع هاشم الرفاعي" والمشتهر باسم جده "هاشم الرفاعي" وقد كتبها الشاعر مصورا حال أحد السجناء الذين راحوا ضحية الغدر والخديعة لأنه قال قولة الحق، فكان مصيره المحتوم. وفي ليلة تنفيذ حكم الإعدام عليه كتب السجين إلى والده رسالة مؤثرة جياشة بطعم الموت الذي يستقبله صباح الغد في تلك الزنزانة الصخرية الباردة الجدران التي تودعه في لحظاته الأخيرة من ساعات هذا الليل.

وقد كتب الشاعر هذه القصيدة على لسان سجين واحد معبرا عن حال الكثيرين الذين امتلأت بهم السجون ونائت بهم أعواد المشانق في كل مكان، فكانت ملحمة الحرية في كل ناد ومهرجان، ألقيت لأول مرة بمهرجان الشعر في كلية دار العلوم بمصر في مارس 1958، ثم ألقاها الشاعر في مهرجان الشعر في دمشق خلال شهر مايو 1959، وكانت أن ألقيت مسجلة بصوت الشاعر الشهيد في حفل تأبينه الذي أقيم بقاعة الإحتفالات بجامعة القاهرة مساء 27 أكتوبر سنة 1959.

وهذه هي القصيدة:

أبتــــــاه مـــاذا قد يخطُّ بنـــــــــاني والحبلُ والجــلادُ يــنتظـــراني
هــذا الكتــــابُ إلــــيكَ مِنْ زَنْــزانَةٍ مَقْرورَةٍ صَخْـرِيَّـــةِ الجُــدْرانِ
لَــمْ تـَبْقَ إلاَّ لــيلةٌ أحْــــيا بِـــهـا وأُحِـسُّ أنَّ ظــلامَــها أكــفــاني
سَتــَمُـرُّ يـا أبـتــاهُ لــســتُ أشكُّ في هــذا وتَـحــمِـلُ بعـــدَها جُثماني
الليــلُ مـِنْ حَــولــي هُــدوءٌ قــاتِلٌ والذكرياتُ تَـــمــورُ في وِجْـداني
وَيَــهُـــدُّني أَلــمي فــأنْشُدُ راحَـتي في بِــضْـعِ آيـــاتٍ مِــــنَ القُــرآنِ
والـنَّفـْسُ بيــنَ جـوانِحي شــفَّافةٌ دَبَّ الـــخُــشـوعُ بها فَــهَزَّ كَياني
قَدْ عِشْـــتُ أُومِنُ بالإلــهِ ولـم أَذُقْ إلاَّ أخــيــراً لـــــذَّةَ الإيـــمـــانِ

* * * *

شـكــراً لــهم، أنا لا أريـد طعامهم فليرفعوه، فلسـت بالـجـــوعـــان
هــذا الطعــام المُــُر ما صـنعته لي أمــي، ولا وضــعــوه فوق خوان ِ
كــلا، ولم يشــهـده يا أبــتي مـعي أخــوان لــي جــاءاه يســتبــقــان
مَــدوا إلــــيّ بـه يـداً مــصـبوغـــة ً بدمي، وهــي غــايــة الإحــســان
والـصَّمــتُ يــقطـعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ عَبَثَــتْ بِـهِــــنَّ أَصــابعُ الــسَّجَّانِ
مــا بَــَيْــنَ آوِنـةٍ تــَمُرُّ وأخـتها يـرنو إلــيَّ بـــمقــلتـيْ شــيــطـــانِ
مِـنْ كُــوَّةٍ بِالبـــابِ يَرْقـُبُ صَيــْدَهُ وَيَــعُودُ فــي أَمْــنٍ إلــى الــدَّوَرَانِ
أَنا لا أُحِــسُّ بِــأيِّ حِــقْدٍ نَحْـــوَهُ ماذا جَنَى؟ فَتَمَــسُّــه أَضْغــانــي
هُوَ طيِّبُ الأخـلاقِ مـثلُـكَ يا أبــي لم يَبْدُ فــي ظَــمَــأٍ إلـــى الــعُــدوانِ
لـــكـنَّـهُ إِنْ نـامَ عَـــنِّي لَحــظـةً ذاقَ العَيــالُ مَـــرارةَ الحِــرْمــانِ
فـلَــرُبَّـما وهُــوَ المُــرَوِّعُ سحــنـةً لو كانَ مِثْلــي شاعــراً لَرَثــانــي
أوْ عــادَ-مَـنْ يدري؟- إلــى أولادِهِ يَومــاً تَــذكَّــرَ صُـورتــي فَبـكاني

* * * *
وَعلى الجِـــدارِ الــصُّلبِ نافـذةٌ بها معنــى الــحـياةِ غـليظةُ القُضْبــانِ
قَدْ طـالــَما شــارَفْـتُـها مُتـَأَمِّــلاً في الثَّائريـنَ على الأسـى الــيَقْظانِ
فَأَرَى وُجـوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً ما في قُلــوبِ النَّــاسِ مِـــنْ غَلَــيانِ
نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو كَتموا وكانَ المَـوْتُ في إِعْــلانــي
وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي بِالثَّــــوْرَةِ الـــحَــمْقاءِ قَـدْ أَغْراني؟
أَوَ لـــَمْ يَــكُنْ خَيـْراً لِنفسي أَنْ أُرَى مثلَ الجُمـوعِ أَســيرُ فـــي إِذْعـــانِ؟
ما ضَــرَّني لَوْ قَدْ سَـكـَتُّ وَكُلَّما غَلَبَ الأســى بالـَغْتُ فــي الكِتْمانِ؟
هـذا دَمِي سَيَـسِيلُ يَجْـرِي مُــطْفِئاً مــا ثــارَ فـي جَنْبَـيَّ مِــنْ نِيــرانِ
وَفــؤاديَ الـمَوَّارُ فـي نَـــبَضاتِـهِ سَيَـكُــفُّ فــي غَــدِهِ عَـنِ الْخَفَقانِ
وَالظُّلْــمُ باقٍ لَــنْ يُحَــطِّمَ قـَيْدَهُ مَوْتـي وَلَــنْ يُـودِي بِـهِ قُــرْبــاني
وَيَـسيرُ رَكْـبُ الْبَغْـيِ لَيْسَ يَضِيرُهُ شاةٌ إِذا اْجْـــتُـثّـَتْ مِـنَ القِـطْـعانِ
هذا حَديـثُ النَّفْـسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ بَشَرِيَّـتـي وَتَمُــورُ بَعْــدَ ثَــوانِ
وتقُـولُ لـي إنَّ الـحَـياةَ لِـغـايَـةٍ أَسْــمَــى مِنَ التّـَصْــفـيقِ ِللطُّغْيانِ
أَنْفاسُكَ الحَــرَّى وَإِنْ هِـيَ أُخمِـدَتْ سَتَـظَـــلُّ تَعْــمُــرُ أُفـْقَـهُــمْ بِدُخــانِ
وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ قَسَـماتُ صُــبْـحٍ يَتَّقِيــهِ الــْجـاني
دَمْــعُ السَّـجـينِ هُـناكَ في أَغْلالِهِ وَدَمُ الشَّـــهـيــدِ هُنَــا سَيَــلْتـَقـِيـــانِ
حَتَّى إِذا ما أُفْعِـمَتْ بِـهـِمـا الرُّبـا لـم يَـــبْـــقَ غَيْـرُ تَمَرُّدِ الـفَيَــضــانِ
ومَـنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا بَــعْــدَ الــْهُـــدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ
إِنَّ اْحْتِدامَ الـنَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى أَمْرٌ يُثيرُ حَـــفِيــظَـــةَ الْبـــُرْكانِ
وتتابُـعُ القَـطَراتِ يَـنْزِلُ بَعْدَهُ سَيْـــلٌ يَليــهِ تَــدَفُّــقُ الطُّــوفــانِ
فَيَمُـوجُ يقـتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً أقْــوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّــلْــطـــانِ

* * * *

أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي أَمْ سَــوْفَ يَــعْــرُوها دُجَــى النِّسْيانِ؟
أمْ أنَّنـي سَـأَكـونُ في تارِيخِنا مُتــآمِـــراً أَمْ هَـــــادِمَ الأَوْثـــانِ؟
كُلُّ الَّذي أَدْرِيـهِ أَنَّ تَـجَـرُّعـي كَـــأْسَ الْمَــذَلّــَةِ لَيْـــسَ في إِمْكاني
لَوْ لَـمْ أَكُـنْ في ثـَوْرَتي مُتَطَلِّبـاً غَـــيْــرَ الضِّياءِ لأُمَّـــتي لَــكَــفاني
أَهْوَى الْـحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا إِرْهـــابَ لا اْسْتِـــخْــفافَ بِالإنْسانِ
فَإذا سَقَـطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي يَغْــلي دَمُ الأَحْــرارِ فــي شِــريــاني

* * * *

أَبَتاهُ إِنْ طَـلَعَ الصَّبـاحُ عَلَى الدُّنى وَأَضــاءَ نُــورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَــكــانِ
وَاسْتَقْبَلُ الْعُصْفُورُ بَـيْنَ غُصُونِهِ يَوْماً جَديــداً مُــشْـــرِقَ الأَلْــوانِ
وَسَمِـعْـتَ أَنْـغـامَ الـتَّـفـاؤلِ ثـرَّةً تَــجْــري عَـلــَى فَــمِ بـــائِعِ الأَلبانِ
وَأتـى يَـدُقُّ- كـمـا تَـعَـوَّدَ- بـابـَنــا سَــيَـدُقُّ بابَ السِّـجْــنِ جَــلاَّدانِ
وَأَكُـونُ بَـعْـدَ هُـنَـيْهَةٍ مُتَأَرْجِـحَاً في الْحَبْلِ مَـشْــدُوداً إِلـــى العِــيـدانِ
لِيَكُـنْ عَـزاؤكَ أَنَّ هَـذا الْـحَـبْـلَ ما صَنَــعَتــْهُ في هِذي الرُّبوعِ يَـــدانِ
نَسَجُوهُ في بَلَـدٍ يَـشُـعُّ حَـضَـارَةً وَتُضــاءُ مِــنْــهُ مَشــاعِـــلُ الْعِرفانِ
أَوْ هَـكـذا زَعَـمُـوا! وَجِيءَ بِهِ إلى بَلَدي الْجَريــحِ عَــلَــى يَــدِ الأَعْــوانِ
أَنا لا أُرِيـدُكَ أَنْ تَـعيـشَ مُـحَـطَّماً فــي زَحْمَــةِ الآلامِ وَالأَشْـــجــانِ
إِنَّ ابْنَـكَ المَــصْـفُودَ في أَغْــلالِـهِ قَــدْ سِــيقَ نَـحْوَ الــْمَوْتِ غَيْرَ مُدانِ
فَـاذْكُــرْ حِكـاياتٍ بِـأَيَّـامِ الـصِّبا قَدْ قُلْـتَـها لي عَـنْ هَـــوى الأوْطـــانِ

* * * *

وَإذا سَـمْـعْتَ نحِيبَ أُمِّيَ في الدُّجى تَبْـــــكــي شَــبــابــاً ضاعَ في الرَّيْعانِ
وتُكَـتِّمُ الـحَـسـراتِ في أَعْـماقِها أَلَـمَــاً تُـــوارِيـــهِ عَـــنِ الــجِــيــرانِ
فَاطـــبْ إِلـيهـا الصَّـفْـحَ عَنِّي إِنَّنـي لا أَبْـــــغي مِــنَهـــا سِــوى الــغُفـْرانِ
مازَالَ في سَمْعــي رَنـيـنُ حَديثِها وَمـقـالِـــهــا فــي رَحْــمَـــةٍ وَحنـــانِ
أَبُنَــيَّ: إنِّـي قـد غَــدَوْتُ عـلـيلةً لم يـــبـقَ لــي جَــلَـــدٌ عَلــى الأَحْـزانِ
فَـأَذِقْ فُـؤادِيَ فـرْحَةً بِالـْبَحْثِ عَنْ بِنْتِ الحَلالِ وَدَعْـكَ مِــنْ عِـصْــيــانــي
كـانَـتْ لــهـا أُمْـنِـيَـةً رَيَّــانَـةً يا حُـسْـــنَ آمــــالٍ لـــــَهــــا وَأَمــانـــي
غزلـَت خيوط السعد مخضلا ولم يكــن إنـــتـقاض الــغـزل فــي الحسبان
وَالآنَ لا أَدْري بِــأَيِّ جَــوانِـحٍ سَــتَــبـيــتُ بَــعْــدي أَمْ بِــأَيِّ جِــنــانِ

* * * *

هــذا الـذي سَـطَرْتُـهُ لـكَ يا أبــي بَــــــعْــضُ الـــذي يَـــجْـري بِفِكْرٍ عانِ
لكنْ إذا انْتَـصَرَ الضِّيـاءُ وَمُـزِّقَتْ بَيَدِ الْجُــموعِ شَـــريـــعـةُ القُـــرْصـــانِ
فَلـَسَـوْفَ يَـذْكُـرُني وَيُكْـبِـرُ هِمَّتي مَـنْ كــانَ فــي بَلـَدي حَـــلــيـفَ هَــوانِ
وَإلــى لِــقاءٍ تَــحْـتَ ظِلِّ عَدالَةٍ قُـــدْســــِيَّـةِ الأَحْـكـامِ والـــمـــِيــــزانِ

الجمعة، 25 مارس 2011

من أين أتي هؤلاء ؟



السماء ما تزال صافية فوق أرض السودان أم أنّهم حجبوها بالأكاذيب ؟
هل مطار الخرطوم ما يزال يمتلئ بالنّازحين ؟
يريدون الهرب الى أيّ مكان ، فذلك البلد الواسع لم يعد يتّسع لهم . كأنّي بهم ينتظرون منذ تركتهم في ذلك اليوم عام ثمانية وثمانين .
يُعلَن عن قيام الطائرات ولا تقوم . لا أحد يكلّمهم .
لا أحد يهمّه أمرهم .
هل ما زالوا يتحدّثون عن الرخاء والناس جوعى ؟ وعن الأمن والناس في ذُعر ؟ وعن صلاح الأحوال والبلد خراب ؟
الخرطوم الجميلة مثل طفلة يُنِيمونها عُنوةً ويغلقون عليها الباب ، تنام منذ العاشرة ، تنام باكية في ثيابها البالية ، لا حركة في الطرقات . لا أضواء من نوافذ البيوت . لا فرحٌ في القلوب . لا ضحك في الحناجر . لا ماء ، لا خُبز ، لا سُكّر ، لا بنزين ، لا دواء . الأمن مستتب كما يهدأ الموتى .
نهر النيل الصبور يسير سيره الحكيم ، ويعزف لحنه القديم ، " السادة " الجدد لايسمعون ولا يفهمون .
يظنّون أنّهم وجدوا مفاتيح المستقبل . يعرفون الحلول . موقنون من كل شيئ .
يزحمون شاشات التلفزيون ومكرفونات الإذاعة .
يقولون كلاماً ميِّتاً في بلدٍ حيٍّ في حقيقته ولكنّهم يريدون قتله حتى يستتب الأم
مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟
أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟
أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟
أما شافوا القمح ينمو في الحقول وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل ؟
أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي و المصطفى ؟
أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟
أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟
إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟
أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة تافهة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق .
من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟
هل حرائر النساء من " سودري " و " حمرة الوز " و " حمرة الشيخ " ما زلن يتسولنّ في شوارع الخرطوم ؟
هل ما زال أهل الجنوب ينزحون الى الشمال وأهل الشمال يهربون الى أي بلد يقبلهم ؟
هل أسعار الدولار ما تزال في صعود وأقدار الناس في هبوط ؟ أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثّة السودان المسكين خلافة إسلامية سودانية يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب ؟
من أين جاء هؤلاء الناس ؟ بل - مَن هؤلاء الناس ؟

( الطيب صالح )

الثلاثاء، 22 مارس 2011

حكاية‏ ... 11‏ سبتمبر



الآن وبعد تسلسل الأحداث في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر وتفجير مركز التجارة الدولي وسقوط البرجين وهدم البنتاجون وحرائق نيويورك وواشنطن والغضبة الأمريكية التي إعتبرت ماحدث عملا إرهابيا مدبرا بأيدي طالبان ونظام القاعدة وأن ماحدث هو عدوان يسوغ لها تجريد حملة عسكرية لغزو أفغانستان وإسقاط رؤوس الحكم الإسلامي هناك‏..‏ وكيف تحولت الغضبة الشرسة إلي خطة عسكرية محكمة وتحالف مع قوات الشمال الأفغاني المعارض‏..‏ وافواج من الطائرات المنقضة وقنابل رهيبة زنة‏7‏ اطنان وقنابل إنشطارية من النوع المحرم دوليا واستباحة لكل المحرمات العسكرية وخروج علي كل القيود وإنتهاك لكل التحفظات للخلاص من العملية بسرعة ودخول كابول ورفع الأعلام الأمريكية‏..‏ قبل رمضان‏..‏ مرت هذه الأحداث بذهني كبرق جاطف واستولي علي شعوري إدراك مفاجيء‏..‏ بأن الذين قالوا بأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي أحداث مصنوعة بأيد أمريكية لتسوغ هذا الذي أراه امامي من عنف وعدوانية‏..‏ وأنها طبخة أمريكية لتسويق هذا العدوان وتبريره‏..‏ استعرضت هذا الرأي في ذهني ورحت أمضغه في بطء‏..‏ ورأيت لأول مرة أنه تفكير له أسبابه‏..‏ وأنه رأي لايمكن إستبعاده‏.‏
إن تداعي الأحداث بهذه السرعة‏..‏ والنقلات الفورية من مرحلة لمرحلة‏..‏ والتوظيف الفوري للسخط والإحباط الذي اصاب المشاهد الأمريكي لما يشاهده علي شاشات التليفزيون‏..‏ والإحساس بالإهانة لما يراه وبحق أمريكا الكامل في أن تعاقب وتنكل بمن فعل هذا وان تدمر وتمحق وتسحق كل اعدائها‏.‏

وتوظيف كل هذه المشاعر وتعبئتها في هجوم مخطط وفوري‏..‏
واستعراض ماحدث في سيل فياض من الصور والمشاهد تنهال علي أعين المشاهدين في كل تليفزيونات العالم بشكل متكرر ومفروض ودوري ومتعمد لغرس الهول في قلوب كل من يري ويسمع وغرس الإحساس بالذنب في شعور كل إنسان لم يتعاطف مع أمريكا ولم ينهض إلي نجدتها وإلي الإنتقام من أعدائها المجرمين‏.‏

كل هذا يدل علي أن حرائق الحادي عشر من سبتمبر كانت وجبة سابقة التجهيز لتبرير هجوم وعدوان أكبر لإمتلاك ناصية هذا العالم والتحكم في مصيره ومستقبله وثروات شعوبه وأيضا حريات أفراده‏..‏ إنتقاما لما حدث‏.‏
ومن يلومها؟‏!!‏
لن يلومها أحد في كل ما تفعل‏..‏ عداها العيب

ولكن الخطة كانت أكبر بكثير مما حدث‏..‏ وأوسع بكثير مما نري‏..‏ وعواقبها كانت أبعد بكثير مما يقع تحت حصر‏..‏ وكانت خطتها قد أعدت سلفا علي مهل وتدبر وتفكر‏.‏
ـ فقد نقلت أمريكا جيوشها وعسكرها وقواعد طائراتها إلي أفغانستان وسيكون لها قول ونصيب في بترول بحر قزوين وسيكون للشركات الأمريكية حصة الأسد في تصنيع وتكرير ومد خطوط وأنابيب هذا النفط عبر آسيا لكل الدول الشريكة‏..‏ ونفس الشيء يقال عن الغاز الطبيعي من هذه المصادر ومشتقاته‏..‏ وهي أحلام قديمة كانت تخطط لها أمريكا من زمن‏..‏ ثم أن هناك نتائج أبعد‏.‏

ـ وبعد ما حدث لأفغانستان وللنظام الطالباني الإسلامي وللنظم الإسلامية التي تشبهه في تشدده‏..‏ سيكون التطبيق الإسلامي محل نظر‏..‏ وستوضع الدول الإسلامية كلها في خانة المساءلة وفي خانة الرعب الأبدي‏..‏ وستكون الشريعة الإسلامية ذاتها محل نظر ومحل تغيير وتبديل وتطوير‏..‏ وربما أحتاج الأمر إلي أن تصبح الدول العربية الإسلامية مثل تركيا تذيع العملية الجنسية علي شعوبها في جميع الفضائيات باعتبار أن هذا هو التقدم‏..‏ والتمدن‏..‏ وربما يجري الضغط علي كل دول العالم الإسلامي للأخذ بالنظام العلماني‏..‏ وسوف تتحكم أمريكا في الأسواق الإسلامية بيعا وشراء وسوف تملك ناصية التجارة العالمية بالكامل‏.‏
وسوف يتم تسويق الشذوذ الجنسي وزواج الرجال بالرجال وزواج النساء بالنساء في كل العالم الإسلامي الخاضع لوصاية أو تسلط أمريكي فهذا هو المفهوم الواسع للحرية والتمدن‏.‏

وسوف تباح المخدرات ويعرض البنجو والحشيش والأفيون والهيروين كما تعرض هذه المخدرات علي أرصفة الدنمرك وهولندا‏..‏ وسوف تستنزف المخدرات خزائن الدول الإسلامية وصحة شبابها ووعي رجالها‏..‏ كما حدث في حرب الأفيون التي ضيعت الصين لقرون خلت‏..‏
وسوف تحكم أمريكا العالم وتسيره علي هواها ولمصالح إقتصادها ولسلطان دولارها‏.‏

إننا نقول الآن أن الحرب انتهت‏..‏ وأنا اعتقد أنها بدأت
وستكون الحرب القادمة حروبا اقتصادية وافسادا إعلاميا وإنحلالا شبابيا وتدهورا معنويا في كل شيء‏.‏

والسؤال الذي يجول في خاطر الكل الآن
وهل تطلق يد أمريكا لتفعل كل هذا‏.‏؟‏!!‏ وكيف ستفرض سلطانها علي العالم كله‏..‏ وكيف تحكمه بلا منافس‏..‏؟‏!‏

إليس لهذه الدنيا خالق وللكون صاحب يسيره‏..‏
أقول نعم‏..‏ ومن أجل هذا سوف تأتي عاد الثانية‏..‏ لأن النظام الأمريكي سينفرد بالعالم وسيحاول تشكيله علي هواه وسوف تتحكم وتسخر كل شيء من اجل مصالحها‏.‏

ومن أجل هذا يقول القرآن عن رب العالمين
وأنه أهلك عادا الأولي‏(50‏ ـ النجم‏)‏
وهي إشارة قرآنية بأنه سوف تأتي فيما تبقي من زمن‏..‏ عاد ثانية تحكم العالم بلا منافس وتسود وتتحكم‏..‏ وما يحدث الآن هي مقدماتها‏..‏ والحرب الأخيرة علي أفغانستان هي المدخل والبداية لهذا الذي سوف يحدث‏.‏

يبقي سؤال يلح علي القراء ولاشك هو
لماذا غيرت موقفي ومفهومي لأحداث الحادي عشر من سبتمبر؟‏!‏
ولماذا أخذت بالنظرية القائلة بأنها عملية سياسية محبوكة ومدبرة‏.‏
وليست إرهابا افغانيا‏..‏ ولا هي عملية من عمليات بن لادن

وأقول أنكم قد رأيتم ورأينا معكم قدرات هذا الشعب الأفغاني المهلهل علي شاشات التليفزيون والفضائيات والذي لايجد قوت يومه‏..‏ وماذا فعل أمام الموت الذي ينقض عليه من السماء والقنابل التي تفجر بيوته وتهدم أعشاشه‏..‏ والذي انسحب من كابول بعد أيام‏..‏ ثم إنهار تماما وتفكك ولم يعد له وجود
هل هذا الافغاني الجائع المهلهل هو الذي إختطف الطائرة الـ
‏PANAMERICAN‏
وجلس يتعامل بعبقرية مع إلكترونياتها ويقوم بعرض بهلواني مذهل ينقض فيه من السماء إلي غابة الأبراج ويدور حولها ويخترقها ويفجرها‏..‏ إستحالة‏..‏
هذه الحرفية لايمكن ان تنشأ بتمرينات عدة ايام

إنهم الأمريكان لحما ودما‏..‏ وهذه لعبتهم‏..‏ وهم وحدهم الذين يعرفون الممرات الجوية في سماواتهم والقوانين التي تحكم فضاءهم المزدحم بالحركة والنشاط‏.‏
وأيضا هم الذين صنعوا عبوات الأنثراكس‏..‏ فالأبحاث البيولوجية‏..‏

والحرب البيولوجية لعبتهم‏..‏ وهم قد اعترفوا لأن الأنتراكس قادم من الداخل الأمريكي‏.‏
وأيضا هم الذين صنعوا تفجير أوكلاهوما‏..‏ بإعترافهم‏..‏ وأعداؤهم فيهم ومنهم‏.‏

وهم الذين اختطفوا هذه الطائرات وقدموا هذه البهلوانيات‏..‏ هذا هو الإحتمال الأقرب
والخبر الذي تردد في كل النشرات الاذاعية وفي كل الفضائيات عن الأربعة آلاف يهودي الذين يعملون في مركز التجارة العالمي والذين تلقوا أمرا بعدم الحضور إلي المركز يوم‏11‏ سبتمبر‏..‏ هو أكبر دليل علي أن الطبخة سابقة التجهيز‏..‏ وأنها معلومة باليوم وبالساعة وبالثانية‏.‏

أما السؤال الأكثر صعوبة‏..‏
كيف تصنع أمريكا بنفسها هذا الدمار لنفسها عامدة متعمدة؟
وهل قاد هذه الطائرات طيارون؟‏..‏ أم كان يحركها ريموت كونترول من علي الأرض‏..‏؟‏!‏

كلها تفاصيل لاتقدم ولا تؤخر‏..‏ وشريحة الكترونية صغيرة توضع في الطائرة تصنع كل هذا وأكثر‏..‏
إنما مفتاح هذه العملية‏..‏ هو ماذا ستخسر أمريكا‏..‏ برجين‏..‏؟‏!..‏ ونعلم الآن أنهما قد بيعا لجهة تقدمت لشرائهما‏..(‏ مما يدل علي أنه كانت هناك صفقة مبيتة‏)‏

أما ماذا ستكسب‏..‏ فعليك ان تقرأ المقال من أوله‏.‏
إنها سوف تمتلك ناصية العالم كله وسوف تتحكم في مصيره ومستقبله وثروات شعوبه وحريات أفراده‏.‏

ربح البيع
ان المكسب أكبر من الخسارة بكثير
إن البرجين قد بيعا وسوف تقبض ثمنهما
والمكسب صاف
والمغامرة تستحق
ولا أدعي أني عرفت الحقيقة

ولكن هو مجرد إفتراض لايمكن استبعاده‏..‏ ضمن الفروض العديدة التي طرحتها الحادثة علي عقولنا‏..‏ مجرد اجتهاد قد يخطيء وقد يصيب وسوف يظل ماحدث لغزا لعدة سنوات
والكلمة النهائية لم يقلها أحد بعد

وأحداث التاريخ وحده وماسوف تصنعه أمريكا هو الذي سوف يجاوب ويقول الحقيقة‏..‏ وما تفعله الآن بالعالم يؤكد أكثر وأكثر هذا الإفتراض
إننا أمام شيء أشبه بلعبة الأمم‏..‏ لدرجة جعلت البعض يقول أن الكارثة مصنوعة من أولها إلي آخرها لتظهر بهذه الصورة الكارثية لتسوغ لأمريكا أن تفعل أي شيء وتبطش علي أي صورة بما تريد وبمن تريد‏..‏ وكما استعملت أمريكا بن لادن في الماضي في حربها مع الروس‏..‏ ممكن أن تستعمله مرة أخري في حربها الجديدة‏..‏ وستكون فرصة مواتية له لتلميع إمكانياته والدعاية لأفكاره‏..‏ وكانت احاديثه بالفعل كلها دعاية لنفسه‏..‏ وحربها عليه كانت تلميعا بمثل ما كانت تنكيلا‏.‏

وماحدث‏..‏ ان جميع ادوات الأوركسترا تعاونت لتلعب علي أعصاب العالم كله معزوفة واحدة‏..‏ مع نفس أفراد الكورس القديم وبنفس آلياته لتعطي الذراع الأمريكية الفرصة لتطول الكل ولتنكل وتبطش بمن تشاء ولتنسف وتخسف وتدمر دون أن يلومها لائم‏.‏
ولا أعجب أن يكون كل هذا التخطيط قد خرج من دماغ جورج بوش الأب والداهية مدير المخابرات الأمريكية السابق وصانع مؤامرة حرب الخليج التي إستدرج فيها صدام حسين إلي حرب كانت فيها نهايته‏..‏ وكانت فيها سقوط الثروة البترولية العربية في أيدي الأمريكان والتحكم في أسعار النفط إلي آخر الدهر‏.‏
ومنذ هذا التاريخ أصبح من دأب الأمريكان تسخيف أي كلام عن أي تفكير تآمري يحاول ان يفكر فيه العقل العربي‏..‏ والرد الجاهز دائما‏..‏ ان الكلام عن التآمر والمؤامرة هو من سمات العقلية العربية التافهة‏.‏

والسبب مفهوم‏..‏
إنهم يريدون إبعاد الاذهان عن هذا اللون من التفكير الذي سوف يكشف مخططاتهم وسوف يجهض اطماعهم‏..‏
ولهذا السبب كان لابد ان نختفي السفيرة الأمريكية إبريل جلاسبي التي استدرجت صدام وشجعته وطمأنته علي الشروع في الهجوم علي الكويت‏..‏ وألا يظهر لها أثر وتحتفي من الدنيا كلها بعد ذلك وتبلعها الأرض‏.‏

كان لابد أن تختفي إيريل جلاسبي من الوجود‏..‏ لأنها مفتاح عملية التآمر ودليلها وبرهانها‏.‏
ومحظور علينا أن نتكلم بمنطق المؤامرة‏..‏ أما هم فتاريخهم كله سلسلة من التآمر علي جميع المستويات‏..‏ وسلسلة من الحروب علي جميع الأصعدة‏..‏

ورحلة دموية طويلة عبر الأطماع والمصالح بطول استعمار تاريخي أبدي تتغير اساليبه ووسائله‏..‏ ولايتغير هدفه‏..‏ الدائم والواحد‏..‏ وهو استنزاف الموارد ونهب الثروات والإستيلاء علي الأرض وعلي كل مايخرج وكل ما يسكن فيها وكل ما يختفي في باطنها وكل مايمشي علي سطحها‏.‏
عصابة من الأذكياء تعمل بطول التاريخ وعرضه لها وجه أوروبي متحضر ولسان يقطر بالعسل ويحفل بروايات الحب ومعارض تحفل بالجديد في كل علم ومسارح تحفل بالجديد في كل فن ومكتبات تزخر بالطريف من كل ادب‏..‏ وجه حضاري اخاذ جذاب مضيء‏..‏ لكن اللباب والقلب أسود سواد الليل تعوي فيه الذئاب وتسرح فيه أسود الغاب‏..‏وفي لحظة واحدة ينقلب المشهد إلي دبابات وقاذفات قنابل وبوارج وغواصات وراجمات صواريخ‏..‏ ومشاهد دامية مثل ما نري في أفغانستان‏.‏

وتسقط امبراطوريات‏..‏ وتولد امبراطوريات‏..‏ وتشيخ نظم‏..‏ وتتهاوي حكومات‏..‏ ولاشيء يدوم في هذا البحر العاصف الخضم الذي يبتلع في بطنه كل ماهو حي‏.‏
هل يدرك حكام أمريكا هذه الحقيقة البسيطة‏..‏ أن القوة لاتدوم للأقوياء ولا الصحة للأصحاء ولا الغني للأغنياء‏..‏ وأن التاريخ سوف يطوي الكل ولن يبقي من سيرهم الا صحائف وأخبار وشواهد قبور‏.‏

هل يدرك الفيل حينما يدوس النملة أنه سوف يقع يوما ما وتدوسه افيال أقوي منه‏..‏ وأن كل شيء في حركة دائمة وجريان مستمر‏..‏ وأن العظمة لاتدوم لأحد الا للعظيم بذاته‏..‏ الله تبارك وتعالي‏.‏
يقول الفلكيون ان هناك نيزكا قد أفلت من منطقة النيازك بين كوكب زحل وكوكب المشتري وانه في طريقه إلي نطاق الجاذبية الأرضية‏..‏

واذا دخل هذا النيزك إلي نطاق الجاذبية الأرضية‏..‏ فلن يفلت منها‏..‏ وسوف يقع في أسرها ويكون مصيره الحتمي هو الإصطدام بالأرض بقوة كارثية‏.‏
أين؟ وفي أي منطقة سوف يقع‏..‏ وبأي قارة‏..‏ وبأي محيط سوف يصطدم؟ الله وحده يعلم‏..‏ وفي كتاب الجفر لسيدنا علي بن أبي طالب نبوءة بأن هذه الكارثة سوف تحدث يوما‏..‏ ما‏..‏

واذا حدث ووقع هذا النيزك علي أمريكا لن يكون بمثابة القنبلة‏7‏ أطنان التي ألقت باعداد منها علي أفغانستان‏..‏ وإنما ستكون الصدمة والانفجار بعزم وإندفاع وقوة قنبلة من عدة ملايين وربما عدة ترليونات من الأطنان‏..‏ وبقدرة تفجيرية تحول منطقة واشنطن ونيويورك وربما كاليفورنيا كلها إلي جذاذات وشراذم‏..‏ ودوامات من الزوابع والأعاصير التي سوف تنشأ من التصادم سوف تتطاير لها العمارات وناطحات السحاب إلي جلاميد من الطوب والحصي في الفضاء‏..‏
وحرارة التصادم سوف تشعل الغابات وتضرم فيها النيران وتغلي من حرارتها مياه المحيطات‏.‏

وسوف يحدث كل هذا في لحظة زمان
ولا توجد وسيلة للنجاة بأساليبنا المعروفة
الله وحده هو باب النجاة
ولن ينجو أحد إلا بصلاة مقبولة وبأمر إلهي
فهل يقبل ربنا صلاة الذين يقتلون الألوف من الأطفال والأمهات بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا وينسفون الألوف بقنابل‏7‏ أطنان ويهدمون البيوت ويحرقون القري ويدمرون المستشفيات علي مرضاها ويحرثون الأرض وما عليها عدة مرات جهارا ونهارا‏.‏

سؤال أرجو ان يفكر فيه كل أمريكي
وأرجو ان يفكر فيه كل واحد منا فنحن جميعا من سكان هذه الأرض معرضون لهذا النيزك القاتل ولا يعلم احد في أي قارة سيقع ولا بأي دولة سينفجر

والكارثة القادمة ستكون بمقاييس فلكية‏..‏
والموت سيكون بأرقام فلكية
والدمار سيكون بأحجام فلكية
ولا توجد وقاية تمنع المقدور
ولا نجاة الا لمن رحم ربك

هل هي عاد الثانية التي ألمح اليها القرآن حينما قال عن رب العالمين
وأنه أهلك عادا الأولي‏(50‏ ـ النجم‏)‏
فكانت إشارة قرآنية من طرف خفي إلي عاد ثانية‏..‏ ينزل عليها العقاب الذي نزل بالأولي‏.‏
الله وحده يعلم

واللبيب هو من يقرأ بقلبه ويتقي المحذور بأعماله ويترفق بالخلق ويحسن إلي الأرملة والعجوز والطفل وينشر الخير والمحبة والرحمة والإحسان أينما حل‏..‏
تذكروا ياسادة أننا جميعا عبيد إحسان‏..‏ وأننا لسنا حكاما وانما نحن جميعا محكومون ومرؤوسون ومسخرون لمشيئة واحدة هي مشيئة رب العالمين‏..‏ وأن حرياتنا مستعارة منه‏..‏ إبتلاء وإختبارا وإمتحانا‏..‏ وان حياتنا سلفة وقرض لأجل معلوم‏.‏

جفت الأقلام‏..‏ وطويت الصحف‏..‏ وبقيت مشيئة الذي لايغفل ولا ينام هل تريدون برهانا أخر علي افتعال هذه الاحداث الرهيبة التي حدثت في الحادي عشر من سبتمبر‏..‏ اقرأوا معي آخر خبر جاءت به صحيفة الحياة‏..‏ ان امريكا قدمت‏8‏ مليارات دولار لأوزبكستان لتسمح بتمركز القوات الأمريكية بصورة دائمة في هذا البلد المطل علي بحر قزوين‏..‏ إن الخطة مرسومة إذن‏..‏ وعين الشركات الأمريكية علي ما تحت قاع بحر قزوين‏..‏ علي نفط بلا حدود‏..‏ وذهب اسود بلا نهاية‏..‏ والحرب مخططة من البداية‏.‏
وكان لابد أذن ان تحدث تفجيرات‏11‏ سبتمبر‏..‏ وان تتهم أفغانستان وطالبان وأن تنتقل القوة العسكرية الأمريكية بكاملها‏..‏ إلي مقربة من الحلم الجديد

هل كنت أهذي‏..‏؟؟‏!!‏
أم هي عين الحقيقة
ولكن أمريكا الآن تحلم بما هو أكثر‏..‏ انها تريد أن تصادر فكرة الجهاد الإسلامي وتقتلعها من جذورها والمجاهدون المائتان من المسلمين الإنجليز الذين ذهبوا إلي افغانستان للحرب مع اخوتهم الأفغان اتهمتهم المحاكم البريطانية بالخيانة العظمي‏..‏ وهم مهددون الآن بالإعدام‏..‏ وهذا مافعله جنود التحالف حينما أبادوا الأفغان العرب الأسري رميا بالرصاص في قلعة جانجي‏.‏
لماذا لم يتهم اليهود البريطانيون الذين تطوعوا للحرب مع اسرائيل؟؟‏!!‏ بالخيانة العظمي هم الآخرون‏..‏؟؟‏!!‏ أم هو الكيل بمكيالين‏..‏؟؟ بل عندهم ألف مكيال‏.‏

والعرب الذين حاربوا مع الأفغان‏(‏ تعليمات أمريكا لجنود التحالف الشمالي بخصوصهم أنهم يعدمون‏)..‏ لأن الجهاد رذيلة إسلامية يجب استئصالها‏..‏ ليأمن الأمريكان والإنجليز علي انفسهم‏..‏ وهذا مافعله جنود التحالف الشمالي بالأسري في قلعة جانجي‏..‏ حينما أبادوهم عن بكرة أبيهم هم والمتطوعين الأجانب الذين يحاربون معهم‏..‏ أكثر من‏500‏ قتيل‏..‏ مذبحة مروعة‏..!!‏
والأمريكان والانجليز هم وجها عملة واحدة‏..‏ والثنائي الأنجلو اميركي هو الاستعمار بكل تاريخه وجبروته‏..‏ والجهاد الإسلامي في نظر هذا الثنائي الاستعماري هو الإرهاب الذي لابد من سحقه والقضاء عليه‏.‏

ان حلم امريكا ان تكون الروم‏..‏ وأن يكون الأمريكان هم الرومان الجدد وان يحكموا العالم إلي نهاية تاريخه‏.‏
وتعليمات رامسفيلد القائد الأعلي للقوات الأمريكية‏..‏ لا أريد اسري‏..‏ بل أريد قتلي‏..‏ أريد أمواتا‏..‏

وهذا ما فعلته القوات الأمريكية في مذبحة قلعة جانجي
شهادة خزي وعار للقائد السفاح
هل ينجح الثنائي الأنجلو أمريكي في حكم العالم وفي القضاء علي الإسلام‏..‏
ـ وفي رفع راية لا عظيم إلا أمريكا‏..‏؟‏!‏

إن النيزك المنتظر مازال يتجول في الفضاء‏..‏ ولم يدخل بعد إلي مجال الجاذبية الأرضية‏.‏
فهل تدفعه يد القدر الإلهي إلي هذا الحرم المصون وإلي فلك الدر المكنون‏..‏ ليعلم كل من لايعلم‏..‏ ان إرادة الله وحده هي التي تحكم هذا العالم

وإلي أي بقعة من الأرض سوف توجه اليد الإلهية‏..‏ هذا النيزك‏..‏؟‏!!‏
وهل تقوم قيامة العالم كله‏..‏ أم قيامة الظالمين المستعمرين وحدهم‏..‏
ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا
ربنا إنك أنت علام الغيوب
ربنا لا أدعي علما فقد تخطيء كل هذه التصورات‏..‏ وما أنا الا عقل حائر

ولكن سوف تبقي حقيقة واحدة مؤكدة لاتطولها الظنون‏..‏ أن أمريكا قد احسنت استغلال هذه الكارثة أيا كان سببها وإستثمرتها افضل إستثمار لتركب علي ظهر العالم وتقوده بالكرباج إلي ماتخططه وتريده‏..‏
وعن الشريط الذي أخرجته أمريكا من جعبتها واذاعته علي العالم والذي يتكلم فيه بن لادن عن تفجير الابراج‏..‏ أقول اني استمعت إلي الشريط والصوت فيه غير واضح والنبرات مطموسة ولايمكن تمييزها‏..‏ واحتمالات التلفيق واردة‏..‏ والأمريكان أساتذة في هذا الفن‏..‏

وسوف تظل الحقيقة ضائعة‏..‏
ولن يظهر الحق إلا في الآخرة يوم الحساب
وساعتها سوف يكون الموقف اكثر إثارة للرعب من كل ما جري ويجري في هذه الدنيا وساعتها لن ينفع ندم‏..‏ ولن يجدي كلام‏.

( مصطفى محمود )

الاثنين، 21 مارس 2011

قلبي




قلبي... اسمع مني هذا الكلام بصدر رحب فوالله لا أقوله إلا لمحبتي لك... ولا أقوله إلا وأنا أعلم أنك أنت سر سعادتي وسر تعاستي... أنت سر صلاحي وسر فسادي... أنت سر قربي من الله وسر بعدي... فاسمع مني عسى أن ينفعني وينفعك هذا الكلام.

والله لقد أتعبتني بكثرة تقلبك... يوماً أراك تسرح مع الملائكة في روحانية وصفاء في أعلى عليين... ويوماً أراك تسرح مع الشياطين في فجور وشقاء في أسفل سافلين...

قلبي... أعلم أني أذنبت كثيرا وأن كل ذنب نكت نكتة سوداء فيك كانت سببا في غفلتك... ولكن ألا من طريق لمحو هذا السواد؟.... تقول لي تب إلى الله... أقول لك ، تبت ثم تبت ثم تبت... ولكن ما زال للذنب أثر فيك لا يريد أن يزول... ما زال للماضي حيز بداخلك لا يريد أن يرحل... فما هو الحل... كيف لي أن أطرد منك آثار كل ذنب أليم وكل ماض مظلم؟

قلبي... مالك تنظر إلى الدنيا في كل عمل أقوم به ؟. لا أكاد أقوم بعمل إلا ولمتاع الدنيا حظ فيه حتى بت أشك أني عملت عملا خالصا لوجه الله قط منذ أن خلقت!.. أنقذني... ألا تعلم أن الرياء وحب الدنيا سببان لجعل كل حسناتي هباء منثورا؟؟..

قلبي... أهلكتني بكثرة نظرك إلى المخلوقات وغفلتك عن الخالق... ألا تهديني عملا واحدا فقط تكون فيه متجها لله وحده.. عمل واحد فقط لا يهمك فيه مخلوق... لا يهمك ثناء أحد... ولكن فقط تنظر فيه إلى الله وحده؟.. والله إن لم تجبني لهذا الطلب لأهلكن أنا وأنت في يوم لا ينظر الله فيه إلى أشكالنا ولا إلى أعمالنا ولكن إلى القلوب التي وراء تلك الأعمال... سينظر إليك يا قلبي فيرى أن وراء كل عمل عملته مصلحة دنيوية... فوالله إن ذلك لهو الشقاء الأبدي ينتظرنا إن لم نعقد صلحا نصلح فيه هذا الوضع المعوج...

قلبي... أحلم أن أطرد الدنيا منك... ولكن كيف وقد ملأت كل جوانبك وأركانك... كيف والدنيا ومتاعها أصبحا غذاءك وشرابك.... كيف لي أن أطرد الدنيا منك؟؟دلني فقد ضللت الطريق وما عدت أعرف طعما لشيء... دلني فقد افتقدت إلى لحظات تكون فيها يا قلبي خاليا إلا من الله!.. دلني فقد أرهقتني الدنيا وأرهقني الاهتمام بها... دلني فقد اشتقت إلى زيارة الله لك...

قلبي... أعدك إن أنت أخلصت لله لأذيقنك نعيما لم تنعم به قط...
قلبي... أعدك إن أنت أحببت الله ، لأرينك متعا لم تحلم بها قط...
قلبي... أعدك إن أنت أخرجت الدنيا منك ، لآتين بالدنيا راغمة تحت قدميك...
قلبي... أعدك وأعدك وأعدك... فإن لم تثق بكلامي فثق بكلام الله الذي خلقني وخلقك... ووعده الحق سبحانه...

قلبي أهديك هذا الدعاء عسى الله أن يصلح ما بيننا من جفاء...
اللهم اهد قلبي إلى حبك وحب رسولك... الله اجعل الدنيا في يدي ولا تجعلها في قلبي... اللهم استودعتك قلبي.. اللهم أصلح قلبي... اللهم طهر قلبي... اللهم قوم قلبي... اللهم نق قلبي من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس...

( إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله.. ألا وهي القلب ).

***
بقلم الإعلامي المتميز : أحمد الشقيري - صاحب برنامج خواطر

صناعة الغباء




مجموعة من العلماء و ضعوا (5 ) قرود في قفص واحد

وفي وسط القفص يوجد سلم و في أعلى السلم هناك بعض الموز

في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد

بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز, يقوم الباقين بمنعه

و ضربه حتى لا يرنشون بالماء البارد

بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الأغراءات

خوفا من الضرب, بعدها قرر العلماء أن يقوموا

بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد

فأول شيئ يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز

ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه و يجبرونه على النزول

بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب

قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد

و حل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لايدري لماذا يضرب

و هكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة

حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا

و مع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب

لو فرضنا ..

و سألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟

اكيد سيكون الجواب : لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا له ضاربين

هناك شيئان لا حدود لهما … العالَم و غباء الأنسان

هكذا قال آينشتاين

العذاب ليس له طبقة



من روائع الدكتور مصطفى محمود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له
_________________________________________

الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب .
و ساكن الزمالك ( حي من الأحياء الراقية بالقاهرة ) الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التلفزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط

و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به ، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق .
و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة .

والرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار .

والملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته .

و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات .

كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق .

وبرغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب .

فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر .. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية .. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور .

إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب .. و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة .

والحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق .

و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب .

و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات .. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل .. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات

و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف .. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله .. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال .. و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله .

و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر .. حيث يكون الشقاء الحقيقي .. أو السعادة الحقيقية .. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم .

أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل .. و الكل في تعب .

إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف .. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها .

و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت .

فذلك هو المسرح الظاهر الخادع .

و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكا و الآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم .
أما وراء الكواليس .
أما على مسرح القلوب .

أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة .. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم .. و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم .. ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين .. و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة .. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود .. يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق .. يوم لا تنفع معذرة .. و لا تجدي تذكرة .

و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن .. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم .

أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض ، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع .

فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت .. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك .


أحن الى خبز أمي




أحن الى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر فيً الطفولة
يوما على صدري يومي
و أعشق عمري
لأني إذا مت أخجل من دمع أمي

***

خذيني أمي إذا عدت يوما وشاحا لهدبك
و غطي عظامي بعشب
تعمد من طهر كعبك
و شدي وثاقي بخصلة شعري
بخيط يلوح في زيل ثوبك

***

ضعيني اذا ما رجعت
وقودا في تنور نارك يا أمي
و حبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف بدون صلاة نهاري

***

هرمت فردي نجوم الطفولة
حتى أشارك صغار العصافير
درب الرجوع لعش انتظارك

***

أمي أمي أمي أمي
أمي أمي أمي أمي

***

أحن الى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر فيً الطفولة
يوما على صدري يومي
و أعشق عمري
لأني إذا مت أخجل من دمع أمي

***

( محمود درويش )


قالوا



- 1 -

ليس خطؤك أن تولد فقيرا , ولكن خطأك أن تموت فقيرا !..

بيل جيتس

***

- 2 -

في اليوم الذي لا تواجه فيه أية مشاكل , تأكد أنك في الطريق غير الصحيح !.

سوامي فيفيكاناندا

***

- 3 -

ثلاث عبارات لتحقيق النجاح :

1 - كن أعلم من غيرك

2 - أعمل أكثر من الآخرين

3 - توقع أقل مما يحصل عليه الآخرون

ويليم شكسبير

***

- 4 -

إذا حققت النصر ، فليس مطلوبا منك أن تبرر ذلك ..
ولكنك إن هُزمت ، فمن الأفضل أن لا تكون موجودا لتبرر ذلك !..

ادولف هتلر

***

- 5 -

لا تقارن نفسك مع أي شخص في العالم .. إن فعلت ذلك ، فإنك تهين نفسك .

ألن سترايك

***

- 6 -

الفوز لا يعني دائما أنك الأول , ولكنه يعني أنك أفضل من قبل .

بونني بلير

***

- 7 -

لن أقول أني فشلت ( 1000 ) مرة , ولكني اكتشفت أن هناك ( 1000 ) طريقة تؤدي إلى الفشل .

توماس أديسون

***

- 8 -

الجميع يفكر في تغيير العالم , ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه !..

ليو تولستوي

***

- 9 -

أن تعتقد أن الجميع خطيرين , يعني أنهم غير خطيرين جدا !..

ابراهام لينكولن

***

- 10 -

إذا أحس أحد أنه لم يخطئ أبدا في حياته , فهذا يعني أنه لم يجرب أي جديد في حياته !..

البرت اينشتاين

***

- 11 -

أربعة أشياء في حياتك ، لا تفعلها : فقد الثقة ، ونكث الوعد ، وتحطيم العلاقات ، وكسر القلب ..
لأنها لا تحدث صوتا ، ولكنها تحدث الكثير من الألم !..

شارلز ديكن

***

- 12 -

اذا بدأت بتقييم الناس , فإنك لن تجد الوقت لتحبهم
.

الأم تيريزا