الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

حياة الدكتور : جيفري لانج قبل الإسلام وبعده - جديرة بالقراءة



أستاذ الرياضيات في جامعة كنساس في أمريكا، ولد عام 1954 ، اعتنق الإسلام في أواخر الثمانينيات، قبل ذلك،نشأ كاثوليكياً ثم تحول إلي الإلحاد وعمره 18 سنة لأنه لم يجد الجواب الشافي علي أسئلته العديدة التي كان يطرحها حول دينه ، ورغم تخرجه وحصوله على الدكتوراه في الرياضيات ، إلا إنه ظل على إلحاده .
و ساق له الله في المحاضرة الأولي له - والتي ألقاها في إحدى جامعات سان فرانسيسكو - بين طلابه شاباً مسلماً ، تعرف عليه لانج ونشأت بينه وبين أسرة الطالب صداقة عميقة ، حتى حصل علي نسخة من القرآن الكريم من هذه الأسرة المسلمة .
لم يكن يفكر أو يبحث عن دين ولكنه بدأ فى قراءة القرآن الكريم بروح رافضة له . وفي ذلك يقول : ” أنت لا تستطيع قراءة القرآن ببساطة ، إلا إذا كنت جاداً فى قراءته . إما أن تكون مستسلماً له ، أو أن تكون محارباً له .
القرآن يرد بقوة ، يجيب بشكل مباشر ، بشكل شخصى ، يناقش ، ينتقد ، يضع العار عليك ، يتحدى . من البداية يثير معركة ، وأنت فى الجانب الآخر منها ” . لذلك وجد نفسه فى معركة مثيرة ” وجدت نفسى فى الجانب الضعيف ، فمؤلف القرآن يعرفنى أكثر من معرفتى لنفسى “ .
انبهر لانج بالقرآن الكريم وفي ذلك يقول: قد يستطيع الرسام جعل عيني شخص ما في بورتريه تبدو و كأنها تنظر إليك أينما ذهبت ، ولكن من ذا الذي يستطيع كتابة نص ثابت يرد على تساؤلاتك اليومية أياً كانت.
في كل يوم ، كنت أكون العديد من التساؤلات حول موضوعات مختلفة ، وبطريقة لا أعرفها ، كنت أكتشف الإجابة في اليوم التالي بين السطور ، لقد بدا وكأن مؤلف هذا الكتاب يقرأ أفكاري ويكتب الإجابة المناسبة بحيث أجدها عند قراءتي التالية . لقد قابلت نفسي بين الصفحات لقد كان القرآن دائماً يسبق تفكيره ، يزيل الحواجز التي بناها أعواماً كثيرة .
ثم يكمل: إلى هؤلاء الذين اعتنقوا الإسلام ، الدليل الأعظم إلى الله ، الصمد ، القيوم ، المعين ، الله الذى من حبه للبشر أنزل القرآن هدى لهم
وكمحيط واسع عميق ، يغريك بالنزول فيه ، ومن أعمق إلى أعمق فى أمواجه الرائعة ، تغرق فيها . وبدلاً من أن تغرق فى ظلمات هذه
الأمواج ، إذا بك تغرق فى محيط من الوحى والرحمة .. كلما قرأت القرآن الكريم ، أو صليت صلاة الإسلام ، يفتح فى قلبى باباً كان مغلقاً ، وأشعر بأنى غمرت فى رقة عارمة . الحب أصبح أكثر ثبوتاً من الأرض التى تحت قدمى ؛ إنها القوة التى أعادت إلىّ نفسى ، وجعلتنى أشعر بالحب ، لقد أصبحت سعيداً بما فيه الكفاية ، أن وجدت الإيمان بدين أعقله . وما كنت أتوقع أن يلمس هذا الدين شغاف قلبى .
وعندما سئل كيف ألف قراءة القرآن الكريم باللغة العربية وهي غريبة تماماً بالنسبة له ، قال: ولماذا يرتاح الرضيع لصوت أمه ، رغم أنه لا يفهمه ، إن القرآن يعطيني الراحة والقوة في الأوقات الصعبة .
وتربط الدكتور جفري لانج صداقة قوية بالداعية الإسلامي الأمريكي جيرالد ديركس الذي يمكنكم قراءة قصة إسلامه في الفصل الأول . بعد اعتناق الإسلام ألف جفري كتابان ( صراع من أجل الإيمان Struggling to surrender ) ، ( حتى الملائكة تسألEven Angels Ask ) وبصدد تأليف الثالث.
وسنترككم مع جزء من كتابه الثاني ، يتراوح بين لحظات روحانية غامرة وبين أفكار فلسفية عميقة ، ترجمته إحدى الصحف السعودية.
يقول المؤلف: في اليوم الذي اعتنقت فيه الإسلام ، قدم إليَّ إمام المسجد كتيباً يشرح كيفية أداء الصلاة . غير أني فوجئت بما رأيته
من قلق الطلاب المسلمين ، فقد ألحوا عليَّ بعبارات مثل: ( خذ راحتك ) ( لا تضغط على نفسك كثيراً ) ( من الأفضل أن تأخذ وقتك )
( ببطء.. شيئاً ، فشيئاً ) . وتساءلت في نفسي ( هل الصلاة صعبة إلى هذا الحد ؟ ).لكني تجاهلت نصائح الطلاب ، فقررت أن أبدأ فوراً بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها. وفي تلك الليلة ، أمضيت وقتاً طويلاً جالساً على الأريكة في غرفتي الصغيرة بإضاءتها الخافتة ، حيث كنت أدرس حركات الصلاة وأكررها ، وكذلك الآيات القرآنية التي سأتلوها والأدعية الواجب قراءتها في الصلاة . وبما أن معظم ما كنت سأتلوه كان باللغة العربية ، فقد لزمني حفظ النصوص بلفظها العربي وبمعانيها باللغة الإنجليزية . وتفحصت الكتيب ساعات عدة ، قبل أن أجد في نفسي الثقة الكافية لتجربة الصلاة الأولى ، وكان الوقت قد قارب منتصف الليل، لذلك قررت أن أصلي صلاة العشاء . ودخلت الحمام ووضعت الكتيب على طرف المغسلة مفتوحاً على الصفحة التي تشرح الوضوء . وتتبعت التعليمات الواردة فيه خطوة خطوة ، بتأن ودقة ، مثل طاهٍ يجرب وصفة لأول مرة في المطبخ . وعندما انتهيت من الوضوء ، أغلقت الصنبور وعدت إلى الغرفة والماء يقطر من أطرافي . إذ تقول تعليمات الكتيب بأنه من المستحب ألا يجفف المتوضئ نفسه بعد الوضوء .
ووقفت في منتصف الغرفة ، متوجهاً إلى ما كنت أحسبه اتجاه القبلة . نظرت إلى الخلف لأتأكد من أنني أغلقت باب شقتي ، ثم توجهت إلى الأمام ، واعتدلت في وقفتي ، وأخذت نفساً عميقاً ، ثم رفعت يدي ، وبراحتين مفتوحتين ملامساً شحمتي الأذنين بإبهامي ثم بعد ذلك ، قلت بصوت خافت ( الله أكبر ) . كنت آمل ألا يسمعني أحد . فقد كنت أشعر بشيء من الانفعال. إذ لم أستطع التخلص من قلقي من كون أحد يتجسس علي.
وفجأة أدركت أنني تركت الستائر مفتوحة. وتساءلت: ماذا لو رآني أحد الجيران ؟
تركت ما كنت فيه ، وتوجهت إلى النافذة ، ثم جلت بنظري في الخارج لأتأكد من عدم وجود أحد. وعندما رأيت الباحة الخلفية
خالية ، أحسست بالارتياح. فأغلقت الستائر ، وعدت إلى منتصف الغرفة.
ومرة أخرى ، توجهت إلى القبلة ، واعتدلت في وقفتي ، ورفعت يدي إلى أن لامس الإبهامان شحمتي أذني ، ثم همست ( الله أكبر ) ، وبصوت خافت لا يكاد يسمع ، قرأت فاتحة الكتاب ببطء وتلعثم ، ثم أتبعتها بسورة قصيرة باللغة العربية ، وإن كنت أظن أن أي عربي لم يكن ليفهم شيئاً لو سمع تلاوتي تلك الليلة . ثم بعد ذلك تلفظت بالتكبير مرة أخرى بصوت خافت وانحنيت راكعاً حتى صار ظهري متعامداً مع ساقي واضعاً كفي على ركبتي وشعرت بالإحراج ، إذ لم أنحن لأحد في حياتي . ولذلك فقد سررت لأنني وحدي في الغرفة . وبينما كنت ما أزال راكعاً ، كررت عبارة ( سبحان ربي العظيم ) عدة مرات. ثم اعتدلت واقفاً وأنا أقرأ ( سمع الله لمن حمده ) ثم ( ربنا ولك الحمد )…… أحسست بقلبي يخفق بشدة ، وتزايد انفعالي عندما كبرت مرة أخرى بخضوع فقد حان وقت السجود … وتجمدت في مكاني ، بينما كنت أحدق في البقعة التي أمامي ، حيث كان علي أن أهوي إليها على أطرافي
الأربعة وأضع وجهي على الأرض . لم أستطع أن أفعل ذلك ، لم أستطع أن أنزل بنفسي إلى الأرض ، لم أستطع أن أذل نفسي بوضع أنفي على الأرض ، شأن العبد الذي يتذلل أمام سيده… لقد خيل لي أن ساقي مقيدتان لا تقدران على الانثناء …. لقد أحسست بكثير من العار والخزي ، وتخيلت ضحكات
أصدقائي ومعارفي وقهقهاتهم ، وهم يراقبونني وأنا أجعل من نفسي مغفلاً أمامهم ، وتخيلت كم سأكون مثيراً للشفقة والسخرية بينهم وكدت أسمعهم يقولون ( مسكين جفري فقد أصابه العرب بمس في سان فرانسيسكو ، أليس كذلك؟ ).
وأخذت أدعو ( أرجوك ، أرجوك ، أعني على هذا ) . أخذت نفساً عميقاً ، وأرغمت نفسي على النزول… الآن صرت على أربعتي ، ثم
ترددت لحظات قليلة ، وبعد ذلك ضغط وجهي على السجادة… أفرغت ذهني من كل الأفكار ، وتلفظت ثلاث مرات بعبارة ( سبحان ربي الأعلى ) ، ( الله أكبر ) قلتها ورفعت من السجود جالساً على عقبي وأبقيت ذهني فارغاً رافضاً السماح لأي شيء أن يصرف انتباهي .
( الله أكبر ) ووضعت وجهي على الأرض مرة أخرى . وبينما كان أنفي يلامس الأرض ، رحت أكرر عبارة ( سبحان ربي الأعلى ) بصورة آلية .
فقد كنت مصمماً على إنهاء هذا الأمر مهما كلفني ذلك. ( الله أكبر ) وانتصبت واقفاً ، فيما قلت لنفسي : لا تزال هناك ثلاث جولات أمامي .
وصارعت عواطفي وكبريائي في ما تبقى لي من الصلاة . لكن الأمر صار أهون في كل شوط . حتى إنني كنت في سكينة شبه كاملة في آخر سجدة . ثم قرأت التشهد في الجلوس الأخير ، وأخيراً سلمت عن يميني وشمالي .
وبينما بلغ بي الإعياء مبلغه ، بقيت جالسا على الأرض ، وأخذت أراجع المعركة التي مررت بها ، لقد أحسست بالإحراج لأنني عاركت نفسي كل ذلك العراك في سبيل أداء الصلاة إلى آخرها . ودعوت برأس منخفض خجلاً : ( اغفر لي تكبري وغبائي ، فقد أتيت من مكان بعيد ولا يزال أمامي سبيل طويل لأقطعه ) . وفي تلك اللحظة ، شعرت بشيء لم أجربه من قبل ، ولذلك يصعب عليّ وصفه بالكلمات…. فقد اجتاحتني موجة لا أستطيع أن أصفها
إلا بأنها كالبرودة ، وبدا لي أنها تشع من نقطة ما في صدري. وكانت موجة عارمة فوجئت بها في البداية حتى إنني أذكر أنني كنت أرتعش . غير أنها كانت أكثر من مجرد شعور جسدي ، فقد أثرت في عواطفي بطريقة غريبة أيضا . لقد بدا كأن الرحمة قد تجسدت في صورة محسوسة وأخذت تغلفني وتتغلغل فيّ… ثم بدأت بالبكاء من غير أن أعرف السبب ، فقد أخذت الدموع تنهمر على وجهي ، ووجدت نفسي أنتحب بشدة …. وكلما ازداد بكائي
ازداد إحساسي بأن قوة خارقة من اللطف والرحمة تحتضنني . ولم أكن أبكي بدافع من الشعور بالذنب ، رغم أنه يجدر بي ذلك ، ولا بدافع من الخزي أو السرور … لقد بدا كأن سداً قد انفتح مطلقاً عنان مخزون عظيم من الخوف والغضب بداخلي . وبينما أنا أكتب هذه السطور ، لا يسعني إلا أن أتساءل عما لو كانت مغفرة الله عز وجل لا تتضمن مجرد العفو عن الذنوب ، بل وكذلك الشفاء والسكينة أيضاً… ظللت لبعض الوقت جالساً على ركبتي ، منحنياً إلى الأرض ، منتحباً ورأسي بين كفي . وعندما توقفت عن البكاء أخيراً كنت قد بلغت الغاية في الإرهاق . فقد كانت تلك التجربة جارفة وغير مألوفة إلى حد لم يسمح لي حينئذ أن أبحث عن تفسيرات عقلانية .
لها… وقد رأيت حينها أن هذه التجربة أغرب من أن أستطيع إخبار أحد بها .
أما أهم ما أدركته في ذلك الوقت فهو أنني في حاجة ماسة إلى الله وإلى الصلاة ، وقبل أن أقوم من مكاني ، دعوت بهذا الدعاء الأخير :
« اللهم ، إذا تجرأت على الكفر بك مرة أخرى ، فاقتلني قبل ذلك ، خلصني من هذه الحياة… ومن الصعب جداً أن أحيا بكل ما عندي من النواقص والعيوب لكنني لا أستطيع أن أعيش يوماً واحداً آخر وأنا أنكر وجودك » “.




الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

مفهوم الرزق



الرزق لا يشمل المال فقط ..! وإن كان جزءاً منه إلا أن الصحة رزق والأولاد رزق والزوجة الصالحة رزق والمسكن رزق والأمن والاستقرار رزق والحركة رزق والضحك رزق وهكذا كل ما يصيب الإنسان في الدنيا من خير هو رزق ساقه الله إليه , حتى إن مفهوم الرزق أحيانا يكون بالسلب ..! فمثلا عندما لا يمرض أبناؤك هذا رزق , وهناك مفاهيم أخرى للرزق مثل التوفيق في كل ما يتوجه إليه الإنسان من عمل فهذا رزق من فضل الله كبير, وفوق ذلك كله الرضا بعطاء الله تعالى وبما قسمه لك من الرزق في حياتك , وهذه الأمثلة كلها عن الرزق الذاتي للإنسان فقط ..!

فإنه يوجد هناك رزق للأرض كالمطر ورزق للمجتمع بانخفاض الأسعار مثلا ... وهكذا تتعدد معاني الرزق ومفاهيمه , فالرزق ليس مالا فقط .


الأحد، 11 سبتمبر 2011

الدين كالماء والهواء



منذ مشرق الحضارة فى مصر منذ اكثر من سبعة الف عام والبوصلة الاولى لحركة الحياة فى مصر هىالخوف من الله وعلى جدارن المعابد جميعا رأينا رسم الميزان فى الاخرة وطقوس البعث والحساب والثواب والعقاب


وفى كتاب الموتى ( وهو ما تبقى من صحف ادريس عليه السلام ) وجدنا بصمات التوحيد والتمجيد للواحد الذى خلق كل شئ ورغم ما اصاب هذا التوحيد من انحرافات وثنية بفعل الكهنوت والسياسة والحكام فقد ظل الايمان خاصية تضرب فى جذور المصرى القديم وحينا وفد الاسلام على مصر كانت مصر اكثر البلاد احتضانا له ولتعاليمه واكثر البلاد احتفالا بالتوحيد واحتضن المصرى القران واحتفى به تجويدا وترتيلا وكتابة وايمانا وخرجت اجمل الاصوات التى ترتل القران من مصر واجمل الاقلام التى تخط القران من مصر ووجد المصرى فى القران صدى لما كان مكنونا فى قلبه ووجد فيه بوصلة هادية وضابط ايقاع وورق عمل لحياته ووجد فيه الصدى والرجع لصوت الحق القديم فى وجدانه والذين يظنون ان مصر لن تتقدم الا بنبذ الدين والايمان والغرق فى الحياة المادية العلمانية لا يفهمون مصر ولا يفهمون الشخصية المصرية... واسألكم ماذا فعلت بنا العلمانية وماذا فعل بنا ترك الدين وماذا فعل بنا الغرق فى المادية والعبودية للنظام العالمى الجديد


ان صفحة الحوادث تلخص لنا الكثيرمما طرأ على حياتنا الابن الذى قتل اباه والام التى تقتل اولادها والممرضة التى تقتل مرضاها والاطباء الذين يجرون الجراحات الوهمية من اجل المال وناظر المدرسة الذى يدير شبكة دعارة يستدرج فيها تلميذاته للعمل بالدعارة نظير نسبة من الارباح ونواب الشعب الذين يقترضون الملايين من اموال الشعب من البنوك بدون ضمانات والغش والفساد والرشاوى والسرقات والعمولات بالملايين التى تتسرب من اقتصاد البلد الذى اصبح كالغربال الملئ بالخروق والطبقة الوسطى التى تكاد تختفى ولا يبقى الا طبقتان هما الاغنياء بلا حدود والفقراء بلا حدود وبينهما الد العداء


وهذا هو الافراز الطبيعى لنبذ الدين والتهالك على الماديات والغرق فى الدنيويات والاستسلام للشهوات وموت الضمير الدينى وعمى القلوب وصدأ النفوس والمصرى لايجد نفسه فى هذا اللون من التقدم وماهو بتقدم على الاطلاق بل هو انحلال وتفسخ وانهيار وجاهلية ثانية اشنع من الجاهلية الاولى وتلخيص عملية الاصلاح فى مسمى واحد هو ( رفع دخل الفرد ) هو تلخيص مخل للمشكلة الاجتماعية ولحقيقة الانسان فالمطلوب هو الارتفاع بالانسان كله وليس مجرد محتويات جيبه ولا قيمه لبضعه الوف زيادة فى الدخل اذا كانت ستنفق فى الجريمة وفى الافساد


انه لابد اذن من بوصلة هادية للانسان اولا وبدون الدين وبدون القيم لا معنى لشئ وبدون الايمان لا امل


وكما بدأ شروق الحضارة فى بلادنا منذ اكثر من سبعة الاف سنة بالايمان سوف تكون البداية الصحيحة الان من نفس المنطلق من الاحساس العميق بالغيب وبالله الواحد القادر على كل شئ وبالوقفة التى سيقفها كل واحد منا ساعة الحساب ولا يتنافى مع هذا الايمان ان نؤمن بالعلم وان نسعى فى اكتسابه وان نبنى وان نعمر وان نفكر وان نتفلسف وان نبدع وان نتفنن وان نحب وان ننشد الشعر وان نقرأ ونغترف من كل جديد فكل تلك الابداعات هى من عطاءاته من عطاءات ذلك الاله العظيم


والدين والعلم والفن والفكر تلازموا وترافقوا كأخوة بطول حركة التاريخ الاسلامى ولم يكن الاسلام ارهابا فى اى زمان


واذا عدنا الى القران بنفوس عطشى وقلوب والهه فسوف نجد فيه الرؤى التنويرية التى يحتاجها عصرنا الفقير المعدم فى ايمانه الغنى لدرجة البطر فى امكاناته ومادياته نعم نحن فى اشد الحاجة للعودة الى القران بارواح عطشى ونفوس متطلعة بشوق لنفحات الغيب لنقرأ عن حقيقة نفوسنا وحقيقةعصرنا وحقيقة مشاكلنا


اما الذين اختاروا نبذ الدين طريقا والعلمانية منهجا والدنيا غاية وحيدة فقد اختاروا الموت لنفوسهم ودخلوا الحارة السد التى لا مخرج منها وهم فى تيه وضياع حتى يعودوا الى هويتهم المصرية من جديد الى ذلك المصرى القديم الجديد الواقف مكان اخناتون المرسل عينيه الى افاق الغيب الهامس ابدا لا اموت بل اقوم من القبر لاقف بين يدى الديان


هكذا كان يقول المصرى القديم ومن هنا بدأت حضارته وهكذا تشعر النفس السوية أمام الميلاد والموت أما الذين اكتفوا بالحياة المادية واستناموا الى اشباع النفس الشهوانية فهم فى موت منذ ولدوا وهم لم تفتح عيونهم بعد على معنى الحياة وهم فى موت متجدد كل يوم


ان غياب البعد الابدى من الحياة وتقلصها الى لحظات عابرة يؤدى الى سقوط كامل للقيم ولا يبقى من الحياة الا فاترينة استهلاكية وبطون لتمتلئ وايقاع متكرر ممل خال من المعنى وارتفاع نسبة الانتحار بين الشباب فى بلاد الشبع والوفرة والرخاء مثل السويد والنرويج يؤكد هذا الكلام ان اشباع الرغبات المادية لا يكفى ليجعل للحياة معنى وانما سر الحياة وجمالها وسحرها فى بعدها الابدى الغيبى


ان موت الروح وليس جوع البدن هو الذى يدفع هذا الشباب المرفه الشبعان الى الانتحار واليأس والملل والصدأ النفسى والاكتئاب هى درجات السلم السفلى المؤدية الى الانتحار ولا يشئ يمكن ان يجلو صدأ النفس مثل ترتيل بضع ايات يهمس بها القلب المؤمن فيطمئن ويهدأ ويسكن فيه طائر القلق


ان التدين ضرورة اجتماعية انه الماء والهواء بالنسبة لهذا الزمان المنكود وفى كم المشاكل التى يعيش فيها الشباب يتزاحم على ابواب الجامعات وينتظر الوظيفة ويبحث عن عمل ويبحث عن سكن ويبحث عن شريكة حياة هو فى حاجة الى الصبر ولا شئ يعين على الصبر مثل الايمان وتحت سحابة التهديد المستمر على الحدود واحتمالات المستقبل المحفوف بالاخطار والسلام الاسرائيلى الذى لايعنى لنا سلام نحن فى حاجة الى سلاح نفسى ولا يوجد فى ترسانة الاسلحة ماهو اقوى من سلاح الايمان ولن نجد من هو اقوى من الله معينا وظهيرا وسندا وحافظا وملهما عند الشدائد فكيف يتأتى لعاقل فى مثل هذه الظروف ان يقول بتهميش الدين وتهميش التعليم الدينى ما يسمية البعض بتجفيف الينابيع وهو مطلب لا ينادى به الا عدو لدود يريد بنا الهلاك والدمار وعلى من نعتمد اذا لم نعتمد على الله والى من نتوجة نتوجة الى الدعم الامريكى ام الى النجدة الاوربية


ان الذين قاتلوا المسلمين فى البوسنة وفى البانيا كانوا هم الاوربيين انفسهم فكيف نطلب النجدة منهم وهم واسرائيل جبهه واحدة


واذا كانت الدبلوماسية العاقلة تقتضى مسالمة الكل تفاديا للمشاكل فانها لا يمكن ان تعنى قطع الصلة بمصادر قوتنا


ان الاسلام هو الدرع الواقى لهذه المنطقة المستهدفة من العالم وهو خيمة الامان لمستضعفى هذا الزمان بل هو خيمه الامان لنصارى هذه المنطقة ايضا ان الاسلام هو الدفاع الاستراتيجى لهذه المنطقة كما فعل فى الماضى حينما صد الهجمة الصليبيه وحينما انكسرت على حائطه جحافل التتار والغرب لن ينسى هذه الهزائم وهو لهذا يريد ان يقتلع هذه الشوكة التى فى طريقة وهو يركز هجومة هذه المرة على الاسلام نفسه فيحاول تشويهه ثم يتسلل الى برامج التعليم لتقليل المقررات الدينية ولا يملك الراصد لهذه الظواهر المتتابعة الا الشك فكلها خطوات محسوبة تهدف الى هدف واحد هو ازاحة الاسلام من الطريق ودوره الفاعل وفتح الطريق لعوامل الانحلال والفساد والتشرذم والفرقة والاختلاف تمهيدا لتفجير المنطقة كلها من الداخل ولا يمكن ان يحسن الظن بكل هذا الا ساذج فليس فيما يجرى امامنا امورا عفوية تلقائية بل تدابير محسوبة وكانت البداية الملفتة هى هذا (الارهاب) المصنوع والممول بسخاء والملصق عليه بطاقة الاسلام


والخلاصة المفيدة لكل هذا انهم يريدو ضرب الاسلام فى مقتل


اما لماذا تكلفوا كل هذا المال والجهد فلانهم ادركوا انه لا سبيل الى هزيمة المنطقة وتفجيرها الا بضرب الاسلام وتفجيره والمعنى المستفاد ان الاسلام هو بالفعل درع المنطقة وركنها الشديد وصمودها وقوتها وهو الحارس الذى يستدعة عند النوازل والشدائد ولا احد يمكن ان يحل محله ساعة الهول وهومنتصر دائما وابدا رغم جميع عوامل الاحباط ومن كان يتصور ان الحملة الصليبية التى اشتركت فيها تمويلا وتسليحا كل اوروبا كان يمكن ان يكسر على ابواب بيت المقدس بهذه الفئة القليلة المؤمنة من المسلمين الذين خاضوا الحرب ومن كان يتصور ان جحافل التتار الذين لم تقف امامهم قوة فى اسيا ولا فى الشرق الاوسط والتى تهاوت امامها الحصون والقلاع كان يمكن ان تنهزم امام هذا المملوك قطز ومعه مجموعه من المقاتلين المسلمين لا يملكون الا اسلحة محدودة انه الاسلام وراية لا اله الا الله التى لا تهزم هم ادركوا هذا ولهذا دبروا من البداية للقضاء على الاسلام واقتلاعة من جذوره ابتداء من منابعه التعليميه ذاتها


واخيرا


ان الدين ليس فقط ضروية اجتماعية وليس فقط اداة للسلام الاجتماعى بل هو الماء والهواء لكل انسان وهو الركن الشديد الذى سنحتمى به ساعة الهول


واذكروا هذه الكلمات فهى ليست للاستهلاك اليومى

كتبه : د. مصطفى محمود - رحمه الله


السبت، 10 سبتمبر 2011

يقول الشيخ صالح المغامسي حفظه الله : هذا الدعاء يشترى بماء العينين




اللهم ان في تدبيرك مايغني عن الحيل، وفي كرمك ماهو فوق الأمل، وفي حلمك ما يسد الخلل، وفي عفوك ما يمحو الزلل، اللهم فبقوة تدبيرك وعظيم عفوك وسعة حلمك وفيض كرمك أسألك أن تدبرني بأحسن التدابير، وتلطف بي، وتنجيني مما يخيفني ويهمني.
اللهم لا أُضام وأنت حسبي، ولا أفتقر وأنت ربي، فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا حول ولا قوة إلا بك


----------------------------------------

ويقول كذلك الشيخ المغامسي في سلسلة دروس أعلام القرآن: " إذا ضُيّق عليك في الرزق فقل:


(حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون)


واذا قيل لك إن الشيخ مبتدع فالدليل عليها أن الله قال في حق المنافقين ((ولو أنهم قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون))
الرسول مات.. لا تقل ورسوله، والله حي لايموت..
فإذا ضيق الله عليك فقلها وداوم على قولها، لا من باب التجربة ولكن..
قلها بقلب خاشع وعين دامعة، ناج ربك بها في الثلث الأخير حين نزوله إلى السماء الدنيا :

(حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون)

هذا تعليم الله لعباده وأولياءه جعلنا الله وإياكم منهم

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح





قال الإمام ابن الجوزي رحمة الله عليه في كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم :
" واعلم أن في ذكر السير والتاريخ فوائد كثيرة ، من أهمها أن يطلع بذلك على عجائب الأمور ، وتقلبات الزمن ، وتصاريف القدر، وسماع الأخبار، فالنفس تجد راحةً بسماع الأخبار، قال أبو عمرو بن العلاء: قيل لرجل من بكر بن وائل قد كبر وذهبت منه لذة المأكل والمشرب والنكاح ؛ قيل له : أتحب أن تموت ؟ قال : لا ، قيل له : فما بقي لك من لذة الدنيا ؟ قال : أستمع أخبار الرجال وأستمع العجائب "

إذاً : فخير وسيلة لإشعال العزائم ، وإثارة الروح الوثابة ، وقدح المواهب ، وإذكاء الهمم ، وتقويم الأخلاق بصمت وهدوء دون أمر ونهي ، والتسامي إلى معالي الأمور ، والترفع عن سفسافها ، والاحتذاء بسير الأجلاء الأسلاف ؛ خير سبيل إلى ذلك كله هو قراءة سير لبعض العلماء الصلحاء ، والوقوف على أخبار الرجال العظماء ، والتملي من اجتلاء مناقب الصالحين الربانيين ، والاقتراب من العلماء النبهاء العاملين المجدين .