الجمعة، 12 أبريل 2019

ما هي الدولة العميقة؟



تعد الدولة من أهم محاور دراسة العلوم السياسية بوجه خاص، والعلوم الاجتماعية بوجه عام، بما تحتويه من معان متعلقة بشبكات المؤسسات والمصالح والمجموعات وعلاقات السلطة والقوة ومستوياتها المختلفة. والدول أنواع فهناك دول قوية ودول ضعيفة، هناك دول بنظام جمهوري وآخرى بأنظمة ملكية برلمانية.

وهناك أيضا أنواع لا تقع في بؤرة الدراسة عادة مثل حكومات الظل، الدولة الموازية، ولعل من أهم تلك التعريفات هي الدولة العميقة. كافة التعريفات تتعرض لشكل العلاقات بين المؤسسات المختلفة وبعضها البعض، هذا الشكل الذي ينتج عنه خريطة التفاعلات التي تؤثر على صناعة واتخاذ القرار السياسي والسيادي في أي دولة ما أي كان نوع نظامها الاقتصادي والسياسي، ويدخل في ذلك التشابكات والمصالح والعلاقات المتبادلة.

تعريف الدولة العميقة

نشأ مصطلح الدولة العميقة أولا في تركيا في تسعينيات القرن الماضي للتعبير عن شبكات من المجموعات وضباط القوات المسلحة الذين أخذوا على عاتقهم حماية علمانية الدولة التركية بعد قيامها على يد مصطفى كمال أتاتورك ومحاربة أي حركة أو فكر أو حزب أو حكومة تهدد مبادئ الدولة التركية العلمانية، وكان ذلك أول تعريف وظهور لمفهوم الدولة العميقة.

برز بعد ذلك تلك المفهوم بتعريفات مشابهة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية مع إنشاء الوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية، وبدا أن الدولة العميقة تتمثل في شبكات السلطة السياسية في واشنطن والسلطة الاقتصادية والمالية في وول ستريت والتي تعمل على حماية مجموعة من شبكات المصالح المختلفة.

تردد بعد ذلك مفهوم الدولة العميقة بين العديد من الدول، ولا سيما في منطقتنا العربية والإسلامية وخاصة فيما بعد الانتفاضات العربية التي تعاقبت على العديد من العواصم العربية وما آلت إليه الأحداث خاصة في دولة بحجم مصر، والتي شهدت تحولا أظهر مفهوما واضحا للدولة العميقة التي لعبت دورا مهما في مجريات الأحداث، ذلك المفهوم هو أنها تمثل المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية والإعلامية التي تجتمع على هدف الحفاظ على مصالحها ضد أي تهديد والعمل على إبقاء الوضع على ما هو عليه بما يحفظ تلك المصالح المتشابكة، كما تقوم بذلك بدعوى الحفاظ على الأمن القومي ضد التهديدات الخارجية.

يمكن أيضا إضافة جزء متعلق بالبيروقراطية (الجهاز الاداري)، تلك المتعلقة بأسلوب الادارة الذي يحافظ بقدر كبير على الوضع القائم دون تغيير والحفاظ على المصالح المتشابكة ضد أي تهديد من قبل أي جهة بما في ذلك المواطن نفسه. من الجدير بالذكر في ذلك الموضع أن مفهوم الدولة العميقة لم يكن وليد اللحظة دون أي مقدمات او ترتيبات، فلقد تم تهيئة المناخ المناسب من أجل إبراز ذلك المفهوم وكي يعمل بشكل فعال ويؤدي دوره على أكمل وجه. هذا المناخ كان دائما نموذج الدولة القومية الحديثة بأجهزتها ومنهجها وفلسفتها في الحكم والسلطة.

الدولة العميقة أحد مخرجات الدولة القومية
نشأت الدولة القومية الحديثة بعد معاهدة ويستفاليا للصلح عام 1648، وكان هدف قيام هذا النموذج هو الحفاظ على القوميات والحدود ووضع أطر واضحة للعلاقات بين الدول وشعوبها، وإنهاء حالة الصراع التي كان أحد أسبابها وفق نظرة من أبرموا هذه المعاهدة هو وجود الامبراطوريات وعدم وجود ترسيم واضح للحدود مما يؤدي إلى زيادة الصراعات بين الشعوب وأنظمة الحكم المختلفة في ذلك الوقت. إن الدولة القومية الحديثة ترتكز على مبادئ ومن أهمها مبدأ “السيادة”، وهذا المبدأ يعد من المبادئ المشكلة والرئيسية لفهم دور الدولة القومية، ففي إطار السيادة تمنح الدولة السلطة والحق المشروع في استخدام العنف والقوة وما في وسعها للحفاظ على النظام العام،

إذا فهي لا تتحكم بالمؤسسات فقط ولكنها أيضا تتحكم في المواطنين، مما يستتبع أن الدولة هي المشرعة للقوانين وهي التي ترى تنفيذ القانون في إطار ما تراه مناسبا للحفاظ على النظام العام، فهي تحتفظ بحقها في خرق القانون متى تتطلب ذلك. ساعد هذا النموذج على نشأة شبكات معقدة من العلاقات والمصالح التي على مر الزمان تتجذر في مفاصل وأجهزة الدولة المختلفة والتي -وفي لحظة تاريخية معينة-لا يمكن أن يحدث تغيير دون اقتلاع هذه الدولة من جذورها، فهي تدافع عن مصالحها بشراسة من خلال العديد من الوسائل والأدوات التي تمتلكها بفعل مفهوم السيادة الذي من خلاله تقوم بتبرير وشرعنة أفعالها.

كيف تعمل الدولة العميقة؟

لعله من أحد أدوات عمل الدولة العميقة كي تحافظ على شبكات المصالح بداخلها هو استخدام العنف في إطار حالات استثنائية خارج إطار القانون وهو ما يعرف بحالة الاستثناء، والتي يتم فيها اتخاذ العديد من الاجراءات الأمنية بدعوى الحفاظ على الأمن القومي من الخطر الخارجي وأنه هناك دائما عدو مترصد لابد من التأهب دائما لصده عن ما يشكله للدولة من تهديد، وفي إطار ذلك تقوم الدولة بقمع المعارضين وكل من هم لا يشعرون بالرضا عن أداء الدولة بشكل عام والسياسي بشكل خاص، ويكون الهدف هو إضفاء طابع قانوني على حالة الاستثناء. وليس بعيدا أن يتم استغلال المؤسسات الدينية التي تسيطر عليها الدولة لتبرير تلك الاجراءات من الناحية الدينية حتى يتم إضفاء طابع “شرعي – ديني” على ممارسات الدولة الأمر الذي يدفع المواطنين بالتزام الصمت.

وتقوم الدولة العميقة أحيانا بانتهاج الحيل والخداع على المواطنين من أجل الحفاظ على النظام العام ومنظومة القيم والمعتقدات المتعلقة بشكل مباشر أو غير مباشر للدولة. استخدام الجهاز الاداري “البيروقراطية” يعد أحد أدوات الدولة العميقة، وهو فرع عن القانون من أجل تطويل العمليات الادارية على المواطنين والتي من خلال يعمل الموظف على الحفاظ على النظام العام وعدم إعطاء للمواطن الفرصة بالاعتراض أو احداث خلل في تلك المنظومة.

أيضا تقوم الدولة بامتلاك أدوات الاقتصاد والتحكم في الاسواق من أجل الحفاظ على شبكات المصالح الاقتصادية التي تستفيد بشكل ما أو بآخر ببقاء النظام العام على ما هو عليه وفي سبيل ذلك تقوم بافتعال الأساطير والحكايات التي من خلالها تتحكم في مسألة العرض والطلب واتجاهات السوق.

بجانب ذلك تقوم الجهات السيادية “العسكرية مثلا” بامتلاك العديد من الشركات الاستثمارية التي تعود عليها بالربح وتكون جزءا من العمليات الاقتصادية. كما تقوم الجهات السيادية بالتوغل داخل الأجهزة الادارية والتنفيذية داخل الدولة مثل الحكم المحلي والمحافظات “تعيين ممثلين الدولة العميقة -عسكريين بصفة خاصة في تلك الأماكن” حتى تضمن أن جميع مفاصل الدولة تعمل بنفس للوتيرة. إلى جانب تعيين الضباط المتقاعدين من الخدمة العسكرية في مجالس ادارات الهيئات والشركات المتعلقة بالبنية التحتية والخدمات الأساسية. وكي تستكمل هذه المعزوفة فإننا نرى الحملات الدعائية في الإعلام والتحريض وتوصيل رسائل الدولة بشكل مباشر وغير مباشر، والمساهمة في خلق الحيل والخداع وتضخيم العديد من القضايا الفرعية على حساب القضايا الكبرى لتحريك الرأي في اتجاه يحافظ على الدولة والنظام العام، ولن يكون هناك مجالات للشك في خضوع وسائل الإعلام المختلفة لأجهزة الدولة العميقة التي ترعى وتمول مثل ذلك الدور.

خلاصة القول هي أننا أمام تكتل وشبكة معقدة من العلاقات والتداخل بين أجهزة ومجموعات عسكرية وأمنية واقتصادية وسياسية ومدنية ودينية لمقاومة أي تغيير يطرأ من شأنه أن يهدد المصالح الحيوية التي يتوقف عليها وجود الدولة العميقة والقائمين عليها، ونستطيع أن نرى ذلك في أمثلة واقعية مثل في تركيا “الحفاظ على علمانية الدولة عن طريق الاغتيالات السياسية واحداث اضطرابات”، الولايات المتحدة الأمريكية ” الحفاظ على المصالح الاقتصادية والأمن القومي من خلال السيطرة على السوق داخليا، والحروب وقلب الأنظمة السياسية في دول بعينها خارجيا” ومصر ” الحفاظ على المصالح المختلفة المنتفعة من النظام العسكري مثل السيطرة على الخدمات الحيوية مثل الكهرباء والطاقة”، وغير ذلك من الأمثلة الكثير والكثير الذي يوضح تلك الحقيقة بشكل جلي. إنها ليست دولة داخل الدولة إنما هي الدولة نفسها. وهذا يفسر عدم حدوث التغيير المنشود في الدول التي قامت بها الثورات مثل يناير 2011.

قائمة المراجع

– The Green Political Foundation
– Huffington post, anatomy of the deep state
– Review on Deep State: Inside the government Secrecy Industry
– The Deep State: How Egypt’s Shadow State won out؟
– منظومة الدولة العميقة في ظل الربيع العربي، الجزيرة.
– فهمي هويدي، سؤال الدولة العميقة في مصر، الجزيرة.
– وائل حلاق، الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأخلاقي، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، 2014.
– يزيد صايغ، فوق الدولة: جمهورية الضباط في مصر، أوراق كارنيغي، بيروت، 2012.
– جورجو أغامبين، حالة الاستثناء، د. ناصر اسماعيل: مترجم، مدارات للأبحاث والنشر، القاهرة، 2015.

إبراهيم السيد
اضاءات مصر العربية

رئيس تجمع المهنيين

ااااخيرا رئيس تجمع المهنيين
دكتور محمد يوسف أحمد المصطفى
• الميلاد: 1952 شلعوها الخوالدة
• النشأة و الاقامة: قرية صراصر - الحاصاحيصا
• المدرسة الصغرى: صراصر
• المدرسة الأولية والوسطى: المحيريبا
• المدرسة الثانوية: حنتوب
• الجامعة: جامعة الخرطوم/ كلية الاقتصاد
• الدكتوراة: جامعة هال( بريطانيا )
• العمل: أستاذ مشارك بقسم الأنثروبولوجيا
كلية الاقتصاد _ جامعة الخرطوم
+ جامعة أديس أبابا + جامعة أسمرا
+ جامعة البحرين + جامعة بيليفيلد المانيا
• مستشار الأمم المتحدة لشئون المشاركة الشعبية في التنمية المحلية ( اللجنة الاقتصادية لأفريقيا )
• قيادي و مشارك نشط في " طلائع الهدهد " بمدرسة حنتوب الثانوية.
• عضو لجنة نقابة أساتذة جامعة الخرطوم.
• أعتقل بمكتبه بجامعة الخرطوم لنشاطه البارز في انتفاضة مارس أبريل وحررته الجماهير من سجن كوبر صباح 6 / أبريل
• شارك بورقة مكتوبة في أعمال ندوة أمبو في أثيوبيا التي كانت أول منبر للحوار و التفاكر بين قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان و القوى الوطنية الديمقراطية في شمال السودان.
• قام بنقل مقترح ميثاق التجمع الديمقراطي لقيادة الحركة الشعبية بعد شهر من انقلاب الانقاذ وذلك في أول أغسطس 1989 بأديس أبابا.
• تمت مداهمة منزله فجرا، وأعتقل بواسطة جهاز الأمن في يونيو 1990 و تم حبسه مع آخرين في سطوح مباني جهاز الأمن بالقيادة العامة الخرطوم لمدة أربعين يوما ثم تم تحويله الى سجن دبك.
• تم فصله تعسفيا من العمل في الجامعة ضمن قائمة ضمت خمسين استاذا جامعيا كأكبر مذبحة اكاديمية في تاريخ السودان وذلك في أول يونيو 1992.
• تم حظره من السفر خارج السودان، واحبطت جميع محاولاته للالتحاق باي عمل.
• اختار العيش في المنفى، حيث تم اعتقاله في اثيوبيا بواسطة عملاء المخابرات السودانية داخل النظام الاثيوبي، فغادر اثيوبيا ملتحقا بجامعة البحرين حتى عودته للسودان اختياريا في 2005.
• عمل بالجامعات و الأمم المتحدة حتى توقيع اتفاقية السلام الشامل والتي لعب فيها دورا خاصا وبتكليف مباشر من قائد الحركة الراحل.
• عينته الحركة الشعبية في الموفضية القومية للمراجعة الدستورية التي صاغت الدستور الانتقالي 2005.
• عينته الحركة عضوا في المجلس الوطني ضمن المقاعد المخصصة لها في الفترة الانتقالية.
• عينته الحركة الشعبية وزيرا للدولة بوزارة العمل الاتحادية.
• قاد معركة ارجاع المفصولين تعسفيا للعمل منذ عودته الى البلاد.
• قاد معركة اصلاح النشاط النقابي و تصفية هيمنة و اغتصاب كوادر المؤتمر الوطني على الحركة النقابية السودانية، وواجه حملة شعواء قادها زبانية السلطة في أعلى المستويات.
• اختار مواصلة التدريس بجامعة الخرطوم بموازاة العمل الوزاري، وطلب تخصيص راتبه الجامعي لدفع الرسوم الجامعية للطلاب الفقراء بقسم الاجتماع بكلية الاقتصاد وذلك منذ نوفمبر 2005

الخميس، 11 أبريل 2019

الجيش السوداني يعلن بيــــــان رقم (1)



بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي : ( وَأعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ).
الأية (103) آل عمران
الحمد لله حمداً إستلذ به ذكري وله الحمد حمدا لا أحصي ثناءا عليه ولاحصرا،
ثم الصلاة والسلام علي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الذي أخرجنا من ظلمات الأنفس وضلالات الجهل وفاسد الإعتقاد وعلي آله وصحبه وسلم ...
الشعب السوداني الكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته..
لقد ظلت اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة وقوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الدعم السريع ، تتابع ومنذ فترة طويلة ما يجري بمؤسسات الحكم بالدولة ، من سوء الإدارة ، وفساد في النظم ، وغياب عـــــدلي في المعـــاملات ، وإنسداد للأفق أمــــام كــل الشعب ،خاصةً الشباب ، فـزاد الفقـير فقـراً ، وزاد الغني غـــناً ،وإنعـدم حتي الأمل في تسـاوي
الفرص لأبناء الشعب الواحد وقطاعاته المختلفة وعاش أفراد تلك المنظومة الأمنية ما عاشه فقراء الشعب وعامته رغم تعدد وتنوع الموارد التي تجود بها بلادنا ، ورغم تلك المعاناة والظلم البائن والوعود الكاذبة فقد كان صبر أهل السودان فوق تحمل البشر ، إلا أن هذا الشعب كـــان مسامحاً وكريماً ورغم ما أصاب المنطقة وبعض الدول ، فقد تخطي شعبنا تلك المراحل بمهارة وحكمة أبعدت عنه التفكك والتشرزم والفوضي والإنزلاق إلي المجهول إلا أن شبابه خرج في تظاهر سلمي عبرت عنه شعاراته منذ 19ديسمبر2018م حتى الآن ، حيث الأزمات المتنوعة والمتكررة والإحتياجات المعيشية والخدمات الضرورية ، وذلك لم ينبه النظام بل ظل يردد الإعترافات المضللة والوعود الكاذبة ويصر علي المعالجة الأمنية دون غيرها ، وهنا تجد اللجنة الأمنية العليا لزاماً عليها أن تعتذر عن ما وقع من خسائر في الأنفس فتترحم علي الشهداء وتتمني الشفاء للجرحي والمصابين سواء من المواطنين أو الأجهزة الأمنية ، إلا أن كل منسوبي تلك المنظومة الأمنية حرصت كل الحرص علي إدارة الأزمة بمهنية وكفاءة وإحترافية رغم بعض السقطات .
*جماهير شعبنا الكـريم*
لقد تابعتم ومنذ السادس من أبريل 2019م ما جري ويجري بالقرب وحول القيادة العامة للقوات المسلحة وما ظهر من بوادر إحداث شروخ في مؤسسة عــــريقة نبهت به اللجنة الأمنيـة العليـــــا ـرئاسة الدولة ، وحذرت مـــــن
خطورته وظلت تكرر وتضع البدائل وتطالب بها حتي إصطدمت بعناد وإصـــــرار علي الحلول الأمنية ، رغم قناعة الكــــــل بعتذر ذلك وإستحالته وكان تنفيذ هذه الحلول سيحدث خسائر كبيرة لا يعلم عددها وحدودها ونتائجها إلا الله ، فقررت اللجنة الأمنية العليا وقواتها المسلحة ومكوناتها الأخري تنفيذ ما لم يتحسب له رأس النظام ، وتحملت المسئولية الكاملة بتغيير كل النظام لفترة إنتقالية لمدة عامين ، تتولي فيها القوات المسلحة بصورة أساسية وتمثيل محدود لمكونات تلك اللجنة مسئولية إدارة الدولة والحفاظ علي الدم الغالي العزيز للمواطن السوداني الكريم ، وعليه أعلن أنا وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا إقتلاع ذلك النظام والتحفظ علي رأسه بعد إعتقاله في مكان آمن .
كما أعلن الآتي :
أولاً
1. تشكيل مجلس عسكري إنتقالي يتولي إدارة حكم البلاد لفترة إنتقالية مدتها عامين .
2. تعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الإنتقالي لسنة 2005م .
3. إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلي الرابعة صباحاً .
4. قفل الأجواء لمدة أربعة وعشرين ساعة والمداخل والمعابر في كل أنحاء السودان لحين إشعار آخر .
5. حل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء القومي على أن يكلف وكلاء الوزارات بتسيير العمل .
6. حل المجلس الوطني ومجلس الولايات .
7. حل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن في أداء مهامهم .
8. يستمر العمل طبيعياً بالسلطة القضائية ومكوناتها ، وكذلك المحكمة الدستورية والنيابة العامة .
9. دعوة حاملي السلاح والحركات المسلحة للإنضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه .
10. المحافظة علي الحياة العامة للمواطنين دون إقصاء أو إعتداء أو إنتقام ، إو إعتداء علي الممتلكات الرسمية والشخصية وصيانة العرض والشرف .
11. الفرض الصارم للنظام العام ومنع التفلت ومحاربة الجريمة بكل أنواعها .
12. إعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان .
13. إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً .
14. تهيئة المناخ للإنتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء إنتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الإنتقالية ووضع دستور دائم للبلاد .
ثانياً
1. الإلتزام بكل المعاهدات والمواثيق والإتفاقيات بكل مسمياتها المحلية والإقليمية والدولية .
2. إستمرار عمل السفارات والبعثات والهيئات الديبلوماسية والمنظمات .
3. صون وكرامة حقوق الإنسان .
4. الإلتزام بعلاقات حسن الجوار .
5. الحرص علي علاقات دولية متوازنة ، تراعي مصالح السودان العليا وعدم التدخل في شئون الدول الأخري .
ثالثاً
الإجـــــراءات
1. تأمين الوحدات والمناطق الحيوية والجسور وأماكن العبادة .
2. تأمين وإستمرار المرافق والإتصالات والموانئ والحركة الجوية .
3. تأمين الخدمات بكل أنواعها .
رابعــــــــــاً
*شعبنا الكريــم*
ونحن في المجلس العسكري الإنتقالي الذي سيتم تشكيله في البيان الثاني إذ نتحمل هذه المسئولية نحرص علي سلامة المواطن والوطن ونرجو أن يحمل معنا المواطن المسئولية ويتحمل بعض الإجراءات الأمنية المشددة شراكةً منه في أمن وسلامة الوطن .
عاش السودان وشعبه الكريم
والسلام عليكم ورحمة وبركاته.
الإعلام العسكري 11 أبريل 2019 م